«سبينة» معاناة متفاقمة في ظل الأزمة
ماهر فرج ماهر فرج

«سبينة» معاناة متفاقمة في ظل الأزمة

مع استمرار الأزمة الشاملة، وتداعياتها الكارثية واتساع رقعتها الجغرافية، تزداد رقعة المناطق المنكوبة في السورية، ووحده المواطن السوري من يدفع الثمن الباهظ لفاتورة الصراع المسلح الجاري بين طرفي الصراع الدامي، من دمه ودم أطفاله ولقمة عيشهم

منطقة «سبينه» منطقة منكوبة...

وفي هذا السياق، انضمت منطقة «السبينة» إلى باقي المناطق المنكوبة في البلاد، فمعاناة أهالي منطقة «سبينة» لا تنتهي في ظل غياب معظم مصادر الحياة من «ماء، وكهرباء، ومحروقات، وغذاء ، أدوية، وأطباء ومواد طبية وإسعافية... الخ»، ويضاف إلى كل ذلك، بحسب الأهالي عدم قدرتهم على إدخال الطعام إلى منازلهم، رغم قلة الكمية التي يشترونها من الخضراوات، كـ «البطاطا والباذنجان والبقوليات، وغيرها من الخضراوات والخبز»، بسبب مصادرة هذه المواد من قبل بعض العناصر على الحواجزالأمنية، هذا وفقاً لشهادة الأهالي في منطقة «سبينة»، حيث يصفون لـ «قاسيون»، معاناتهم:

الأهالي تحت رحمة العنف

عدد سكان منطقة «سبينة» كان يتجاوز «200» ألف نسمة، قبل أن تصل أعمال العنف إلى هذه المنطقة، بما فيهم المهجرون الذين هجّروا من المناطق المجاورة ولجؤوا إليها، ومع دخول منطقة «سبينة» ضمن المناطق الساخنة أضطر معظم الأهالي إلى ترك منازلهم هرباً من أجواء الصراع المسلح الدامي.

في بداية الأحداث في منطقة «سبينة» لم تسمح الحواجز الأمنية للأهالي بالخروج من المنطقة بحجة أنه يتوجب عليهم البقاء والدفاع عن المنطقة، رغم أن معظمهم عزل من المدنيين. ومع ازدياد حدة المواجهات العسكرية وتعرض المنطقة للدمار والخراب، قرر معظم أهالي المنطقة الخروج منها بأية طريقة إنقاذاً لأرواحهم وهرباً من القتل، ومن بقي من الأهالي، يعيش الآن ضمن ظروف كارثية تنعدم فيها أبسط أشكال الحياة، حيث تمنع الحواجز الأمنية المتواجدة على مدخل منطقة «سبينة» الأهالي من إدخال أكثر من «1» كيلو غرام من الخضار والطعام، كما تمنع الأهالي من إدخال أكثر من ربطة خبز واحدة، وفي حال قرر أحد الأهالي إدخال أكثر من «1» كيلو غرام ليتفادى عناء الخروج اليومي الخطر لشراء الطعام والحاجيات الضرورية، والتي لا تتجاوز «3» كيلو غرام من عدة أنواع من الخضراوات والخبز، يتهم من الحواجز الأمنية بأنه يتعامل مع المجموعات المسلحة، وثم ليتم مصادرة ما اشتراه من خضراوات وخبز وباقي الحاجيات الضرورية للاستهلال اليومي لمعيشة المواطن.

وجوه أخرى من المعاناة

من ضمن ما يعانيه أهالي منطقة «سبينة» اضطرارهم للوقوف أمام «المخبز الآلي» لأكثر من خمس أو ست ساعات للحصول على الخبز، علماً أن المنطقة التي يوجد فيها «المخبز الآلي» منطقة خطرة، وكثيراً ما تتعرض لسقوط القذائف فيها، مما يشكل خطراً على من يقف في طابور الدور للحصول على ربطة الخبز.    

في إحدى المرات وفقاً لشهادة أهالي منطقة «سبينة»: احتاجت إحدى السيدات الطاعنات في السن لإسعاف فوري ، بعد أن تأزم وضعها الصحي، فهي تعاني من عدة أمراض بحكم السن، فخرج ذووها للبحث عن سيارة من خارج المنطقة لنقلها، وأخذوا موافقة العناصر عند خروجهم لدخول السيارة وعندما عادوا بعد أن وجدوا وسيلة نقل لإسعاف السيدة الطاعنة في السن رفض عناصر الحاجز دخول السيارة، مما اضطر ذوي السيدة على نقلها سيراً على الأقدام إلى ما بعد الحاجز حيث توجد السيارة، رغم المسافة الطويلة التي تفصل بين بيت السيدة ومدخل منطقة «سبينة» حيث الحاجز الأمني.

يضاف إلى المعاناة اليومية للأهالي

ــ انقطاع التيار الكهرباء بشكل كامل عن المنطقة، وانقطاع المياه الصالحة للشرب أيضاً عنها منذ فترة طويلة.

ــ عدم وجود أية نقطة صحية أو إسعافية، وصعوبة نقل الحالات الإسعافية الطارئة إلى خارج المنطقة، بسبب منع بعض عناصر الحواجز الأمنية المتواجدة على مدخل منطقة «سبينة» كل أنواع وسائل النقل العامة والخاصة من الدخول أو الخروج منها، وعدم وجود أية سيارة إسعاف في المنطقة، وعدم قبول المشافي إرسال سيارات الإسعاف إليها.

يتساءل الأهالي: رغم كل ما نعانيه في هذه المنطقة المنكوبة، من بؤس ودمار وخراب ومن الممارسات القاسية للحواجز، لم نسمع في وسائل الإعلام السورية رسمية كانت أم خاصة من يتحدث عن معاناتنا لإيصالها إلى من بيده الأمر. فهل من مجيب...؟