عمال معمل الورق في دير الزور... بلا رواتب
قبل الأزمة خسرت الطبقة العاملة كثيراً من مكاسبها نتيجة الفساد والهيمنة والسياسات الليبرالية التي طبقت من الحكومات المتعاقبة خلال الفترات السابقة، وصولاً إلى توقف المعامل والشركات الإنشائية أو أقسام منها، وبعضها جرى تصفيتها ، مما انعكس على الإنتاج والاقتصاد الوطني، وزيادة معاناة العمال الذي ترافق مع الفلتان في الأسعار والغلاء المتصاعد
ومع بدء الأزمة واستمراريتها تعرضت هذه المعامل والشركات للنهب والتخريب والحرق، كما حدث في دير الزور، ومنها معمل «الورق».
هذا المعمل بقسميه، قسم تصنيع العجينة الورقي، والذي كان قد أعطي للمستثمر «الكزبري» سابقاً، وقسم التحليل الكيميائي، والذي كان رابحاً رغم النهب والفساد وقدم الآلات وخلايا التحليل التي طالب العمال كثيراً بتحديثها لكن لا حياة لمن تنادي.
وبعد حرق المعمل من قوى العنف المزدوج في البلاد، ونهب الآلات والمواد، أصبح عمال المعمل بلا عمل، وقسم كبير منهم هُجّر إلى المحافظات الأخرى، وقد مضى عليهم أربعة أشهر لم يقبضوا أي شيء من رواتبهم ، ورغم مطالبتهم المستمرة بها كانوا لا يتلقون إلا الوعود دون النظر إلى وضعهم المعاشي الكارثي ووضع أسرهم، فكيف يمكنهم دفع أجور السكن وشراء المواد الغذائية التي تبقيهم أحياء على الأقل؟.
«قاسيون» إذ تنقل معاناة العمال إنما تقف إلى جانبهم، وتطالب بصرف رواتبهم لأن عدم صرفها يدفع باتجاه أعداء الشعب والوطن ويشكل جريمة بحقهم، ومن يقف وراء ذلك هو ضد مصلحة العمال، الذين قدموا جهدهم طيلة السنوات السابقة من أجل كرامة الوطن والمواطن التي هي فوق كل اعتبار.