الخبز ليس خطاً أحمر في محافظة اللاذقية!!
في ظل ما يعانيه الشعب السوري من ويلات الأزمة من عنف ودمار ونزوح وحصار وظروف معيشية صعبة، ونتائجها الكارثية على مختلف المستويات، كان الشعار المطروح: «حاجات المواطن الأساسية خط أحمر»، وفي مقدمتها مادة «الخبز» لحماية الحد الأدنى من مقومات البقاء
إلا أن أصحاب النفوس الضعيفة وتجار الأزمة وقوى الفساد استمرت في ممارسة أعمال النهب والسرقة والتعدي على لقمة المواطنين وكرامتهم، حيث لا «خط أحمر» يلجمها عن الجشع والربح ومراكمة الأموال وجمعها على حساب قوت الشعب، بل كل الخطوط خضراء. ففي مدينة جبلة، تقوم الأفران الخاصة (المخابز) بالتلاعب بالكميات المخصصة للمواطنين والأوزان، والغش في ظل غياب الرقيب والحسيب، ودون خوف، ففي أغلب هذه الأفران لا يتجاوز وزن الربطة الواحدة من مادة الخبز (1100غ)، وبعضها أقل من ذلك، ونوعية الخبز سيئة نتيجة نقص مادة الخميرة في عجينة الخبز، إضافة إلى قيام أصحاب هذه الأفران ببيع مادة الطحين، المحجوبة عن بيعها خبزاً للمواطنين ضمن مخصصاتهم، وبأي كميات عبر قنوات خاصة (دكاكين مجاورة) وبسعر 20 ل س للكيلو الواحد، ونذكر من هذه الأفران ما يلي:
ــ فرن «سيانو»: حيث لا يتجاوز وزن الربطة الواحدة من مادة الخبز (1050غ).
ــ فرن «غنيري»: حيث لا يتجاوز وزن الربطة الواحدة (1040غ).
ــ فرن «كفردبيل»: حيث لا يتجاوز وزن الربطة الواحدة (1050غ).
وبالتالي «الدعم» المقدم لرغيف الخبز لا يحصل عليه مستحقوه الحقيقيون، بل أصحاب الأفران وقوى الفساد. وهو ما يسلط الضوء على موضوع غياب الرقابة التموينية والجهات المختصة وتقاعسها في مراقبة هذه الأفران ووضع الحد لتجاوزاتها وتعدياتها على لقمة الشعب في مدينة «جبلة».
إن محافظة اللاذقية تعيش استقراراً أمنياً منذ بداية الأزمة، ولكن بالمقابل تعيش وضعاً اجتماعياً ومعيشياً صعباً يشوبه التوتر والاحتقان بسبب ممارسات قوى الفساد والنهب في ظل غياب وتقاعس الجهات المعنية، وكنتيجة حتى يتمكن الشعب السوري من المقاومة والصمود يجب تأمين احتياجاته الأساسية التي تعزز صموده فهو يقاوم لكي يستعيد حقوقه وليس العكس. فلقمة الشعب وكرامته خط أحمر.