تأخر سن الزواج يمهد لتفكيك المجتمع.. وينشر الرذيلة
يمثل الزواج طاقة مقدسة وقوة جبارة نافعة لبني الإنسان، فهي مصدر الفرح والسعادة المستمدة من الشراكة مع الآخر من جيل إلى جيل. وناتجها يعد من أثمن الثمار في الوجود وهم الأطفال الذين يمثلون بهجة الحياة وزينتها ومن ثم امتدادها.
أصيب العديد من الشباب والبنات بآفات تؤذيهم وتؤذي المجتمع، وذلك بمعونة ما تحتويه وسائل الاتصال من إباحية جنسية منظمة، إلى جانب انتشار الفقر والأمراض الاجتماعية وغلاء العقارات وغلاء إيجاراتها، وما يلي ذلك من غلاء المعيشة الذي ينعكس عزوفاً عن الزواج لدى معظم الشباب.
كل هذا وغيره يعمل بهدوء على تفكيك العائلة ومن ثم المجتمع، وتآكل رباط الزواج، والأسباب كثيرة جداً في عزوف الشباب عن الزواج، ومنها العقارات التي تواصل أسعارها الارتفاع عاماً بعد عام دون رقيب أو حسيب، وإن فكرنا بحل الإيجار فهو لا يحل المشكلة فأسعار الإيجار أيضاً حدث ولا حرج، فهل ساهمت المؤسسات الاجتماعية والجهات التطوعية في حل مشكلة ارتفاع الإيجارات والعقارات؟.
إن لا مبالاة الجهات الأنفة الذكر، وعدم دعم الحكومة وفتورها تجاه قضايا الشباب، جعل من البحث عن الاستقرار معركةً شرسةً جداً، لا يساعد القرض المسمى بقرض الزواج في تخفيف عبئها، خاصةً وأن معظم الشباب يخشون الولوج إلى عالم الاستدانة في ظل انخفاض الدخل الناتج عن العمل غير المتاح بالأصل. وأخيراً تجدر الإشارة إلى ما قد يواجهه الباحث عن موضوع الزواج على صفحات المواقع الإلكترونية السورية، حيث تروج الإعلانات الهابطة الفتيات على أنهم سلع. فهل هذه هي التقاليد التي تسعى الحكومة وخبراء فريقها الاقتصادي لفرضها على مجتمعنا اليائس؟!.