معاناة ومآس كبيرة.. الإهمال والفوضى في كراجات ريف دير الزور

معاناة ومآس كبيرة.. الإهمال والفوضى في كراجات ريف دير الزور

سبق أن تناولت «قاسيون» في أعداد سابقة واقع كراج الانطلاق القديم في دير الزور المخصص لريف المحافظة، وأشارت في أكثر من مرة إلى تهرب السائقين من الوقوف فيه، كسيارات البصيرة والصور والميادين الذين يتغلغلون في شوارع المدينة لاصطياد الركاب ويتعاملون مع المواطنين كسلعة وليس كبشر.. وما يعانونه من الإهمال والفوضى.

وسبق أن قلنا إن الأمر بحاجة إلى انطلاقة جديدة من حيث التنظيم وتجهيز البنية التحتية وتوقيت الحركة، فأرضية الكراج تغرق بالوحول في فصل الشتاء كلما هطلت الأمطار، فلا مصارف للمياه في المكان المليء بالحفر، وفي الصيف تعصف الرياح مثيرة الغبار والأتربة ما يصيب كل الواقفين من ركاب وسائقين بحالة من العمى المؤقت كل مرة..

وعلى صعيد الأرصفة.. لا يوجد أرصفة، كما لا يوجد مظلات تقي من حرارة الشمس المحرقة صيفاً ولا حارات تنظم حركة الدخول والخروج، ودورة المياه في الكراج مقرفة، علماً أنه يعتبر المحطة الأولى للسياح في طريقهم إلى المناطق الأثرية! وأن عدد الذين يرتادون هذا الكراج كبير جداً إذ يفترض به أن يقوم على تخديم المواطنين من الريف الذين لا يملكون سيارات، إلى جانب طلبة المدارس والكليات الجامعية، وغيرهم من رواد المعاهد المتوسطة..

رغم كل هذا، فإن مجلس المدينة، ممثلاً برئيسه، في واد والمواطنون في آخر، فرئيس المجلس لم يفعل شيئاً رغم كل الشكاوى التي يحملها المواطنون على ملامحهم ورغم كل الاقتراحات التي رفعتها «قاسيون» أكثر من مرة إلى المجلس.. ولكن رئيس المجلس لم ينس الإسراع إلى اقتطاع جزء من الكراج لبناء دكاكين أغلبها مغلق وذلك لمواكبة حمى الاستثمار التي دفعته حتى إلى تأجير شواطئ الفرع الصغير من نهر الفرات للمستثمرين الذين حولوها إلى مقاصف وقلاع من حديد لا يمكن أن يرتادها إلاّ ذوو الدخل (الصاروخي)، وبالتالي ساهم «استثمار» المجلس بزيادة تلوث مياه النهر، بالإضافة إلى مساهمته بحرمان المواطنين حتى من رؤية شواطئ النهر..

المصيبة الأكبر أن شارع النهر، وهو من أهم شوارع المدينة، مضى عليه أكثر من شهر ونصف مكشوطاً ولم يُزفت بسبب الإهمال وتجهيز الأرصفة لهؤلاء المستثمرين، بينما لم يلحظ أحد أن العمل جار في الوقت نفسه على تجهيز مصارف لمياه المطر فيه!..

والأنكى من ذلك أن بعض خطوط الريف نقلت إلى أطراف المدينة، ومن ذلك كراج الريف الغربي لقرى عياش وخريطة والشميطية والمسرب والتبني وصولاً إلى معدان على أطراف محافظة الرقة، علماً أن المكان الجديد مجرد موقف لا يمكن وصفه بالكراج وإن كان المقصود بذلك تضمنه أبسط مواصفات الكراج..

ويماثله كراج الكسرة، وهذا يشكل عبئاً إضافياً على المواطنين مادياً ومعنوياً ويستهلك كثيراً من وقتهم فيضطرون إلى ركوب تكسي أجرة للوصول إلى المدينة أو العودة إليه لعدم توفر خطوط نقل داخلي توصلهم إليه باستمرار، كما أنه يفتقد للإنارة وللتنظيم والمراقبة، حيث تنقطع حركة النقل فيه بعد الساعة الثالثة وهذا يعرض طالبات وطلاب الجامعة خصوصاً للوقوع في فخ الانتظار دون طائل.. والانقطاع لوجود محاضرات مسائية وهذا ينطبق أيضاً على بعض الخطوط الشرقية كموحسن والشمالية كالكسرة..

ويضاف إلى ذلك معاناة المواطنين من النقل الداخلي الذي تتحكم به أمزجة سائقي المكروباصات سواء القديمة أو (الفيران) كما تسمى في دمشق ناهيك عن الألفاظ السوقية والأغاني الهابطة والمواطنون مضطرون للدخول في الحشر لعدم توفر الوسائط الكافية والمريحة.. وبعد لأي تعاقد مجلس المدينة مع مستثمر لتأمين 25 باصاً للنقل الداخلي خلال شهرين كآخر محافظة في الوطن..ويطالب الأهالي أن يسير قسم منها على خطوط القرى القريبة كموحسن وحطلة والحسينية وبأوقات مناسبة لتخديمهم وتخديم الطلاب ومعلمي المدارس والعاملين في دوائر ومؤسسات الدولة..

وقد توجه بالشكوى لـ«قاسيون» العديد من المواطنين وطلاب وطالبات الجامعات ونحن إذ ننقل معاناتهم وهذا الواقع المزري نتوجه إلى محافظ دير الزور وإلى اتحاد العمال كونه المشرف على الكراجات.. وإلى مجلس المدينة مرةً أخرى مطالبين بإعادة تأهيل كراج الانطلاق القديم بكل الخدمات وتنظيم الحركة وإعادة كل خطوط الريف إليه، أسوة بخطوط البوكمال والميادين، وذلك لتسهيل وتأمين انتقال المواطنين وطالبات وطلاب الجامعة بأمان. ونطالب كذلك بتكليف بعض السائقين بمناوبات مسائية حتى الساعة العاشرة مساءً في الشتاء، والثانية عشر ليلاً في الصيف، وفق جداول منظمة خاضعة للمراقبة والمحاسبة.

هذا لمن يريد فعلاً لا قولاً القيام بواجبه لخدمة المواطنين.