البيئة في ريف دمشق وريف حلب
لا مهرب لنا من الوقوف عند مشكلات البيئة التي أصبحت شعاراً في عدد من المناطق في ريف دمشق وريف حلب، فقد أصبح التلوث البيئي سمة هامة لتلك المرافق؛ ففي منطقة السليمة التابعة لمدينة التل بريف دمشق لا يبعد مكب النفايات عن مناطق السكن كثيراً، وتقوم الجهات المعنية بإحراق النفايات في هذا المكب غير آبهين بسحب الدخان الأسود السام التي تنبعث منه وتملأ المنطقة كلها بالمرض، علماً أن المكب لا يبعد عن مشفى تشرين سوى 3 كم، وعن مشفى التل العسكري 2.5 كم، وعن مبنى القصر العدلي بالتل 500 متر.
ينص القانون على أن مكبات النفايات يجب أن تبعد عن مركز المدينة 30كم على الأقل، ولكن المكب المذكور لا يبعد عن دمشق نفسها أكثر من 10 كم فكيف إذا كان الحديث عن مدينة التل؟!
والسؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى ستظل مشاكل البيئة قائمة ونحن لا نبعد عن مدينة الياسمين بضعة كيلومترات، ولم يعد يخفى على أحد أن الدول المتقدمة تحول النفايات العضوية الصلبة إلى بلوك لبناء المساكن وعلى رأس هذه الدول روسيا الصديقة؟!.
وللعلم، قامت محافظة دمشق ببناء مشروع تحلية المياه الآسنة (أي المالحة) في منطقة التكية السليمانية لتحليتها ولري الأراضي الزراعية بعد معارضة ومواجهات مع أهالي المنطقة، علماً بأن هذا المشروع متاخم لنبع بردى، فهل هذا معقول يا رعاكم الله؟!.
أما فيما يخص ريف حلب، فهنالك مجبل زفت في منطقة منبج يهدد أركان البيئة، وتحديداً قرية (عوسجلي كبير) التابعة لمنطقة منبج، ويقوم العاملون في هذا المجبل برمي مخلفات المجبل التي تسمى (فلر) بين المنازل ودور السكن، وحتى جانب المرافق الصحية (المركز الصحي في القرية)، وكان الفنيون قد أنذروا أصحاب المجبل ولكن لا حياة لمن تنادي، ويقول أهالي القرية إن نتائج التحاليل المخبرية تؤكد أن المواد الناتجة عن هذا المجبل سامة وضارة سواء للإنسان والحيوان والنبات في آن معاً!.
ومن منبر الإرادة الشعبية، إلا يحق لنا أن نتساءل إلى متى سيظل المعنيون غير مكترثين وغير آبهين بصحة وسلامة شعبنا والحفاظ على البيئة السليمة رأفةً بالإنسان والحيوان والنبات؟!.