من الذاكرة : إلى الأمام

من الذاكرة : إلى الأمام

يشرفنا نضال الحزب، أدرى ***   به أعداؤنا.. والأصدقاءُ
به الشرفاء يجتازون ساحاً *** أشاد مدارجها البذلُ العطاءُ
شيوعيين ما زلنا، ونبقى *** على عهد الكفاح هو البقاءُ


لن نعود للحديث عن الأزمة التي مر بها الحزب قبل المؤتمر التاسع في أيلول عام 2000 وما أعقبه من تداعيات، فذلك قد أخذ حقه من الدراسة والتحليل والنقاش، ووجد مكانه في وثائق الحزب، ويمكن لمن يرغب في متابعة التفصيلات العودة إلى تلك الوثائق المتوفرة لدى أكثر الرفاق، ونبدأ باستعراض سريع لما جرى منذ طرح شعار (لا استسلام ولا استزلام) وتعرض من رفعوه من الرفاق الذين أمضوا جل عمرهم في النضال طوعاً في الحزب الشيوعي السوري حزب العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين الذين يعتبرون شرف العضوية في الحزب أكبر وأغلى وسام على صدورهم وفي ضمائرهم، لقد تعرضوا لحملة ظالمة من التنكيل والتشهير وتشويه السمعة، بيد أن كل ذلك لم يزدهم إلا تمسكاً بالتزامهم وقناعتهم بواجب العمل والنضال ليستعيد الحزب دوره كحزب للكادحين بسواعدهم وأدمغتهم، موحد الإرادة والعمل، وليبقى فعلاً حزب الدفاع عن الوطن والدفاع عن لقمة الشعب، حزب الماركسية اللينينية، حزب الوطنية الحقة والأممية الحقة. ونهض تيار قاسيون ليشحن عزائم الرفاق داخل التنظيمات الحزبية، وخارج التنظيمات، من خلال الصلات الفردية والندوات والنشاطات في المناسبات الوطنية والطبقية، وكان لصحيفة قاسيون دورها الرائد في تغطية كل تلك النضالات، وتم الإعداد لاجتماع هام في 15 آذار 2002 في دار الرفيق «أبي خالد شحادة عرب» ضم عدداً كبيراً من الرفاق من كل الفصائل الحزبية ومن خارج التنظيم، كرس للتوقيع على ميثاق شرف الشيوعيين السوريين، هذا الحدث الكبير أشعل حماس آلاف الرفاق في كل مناطق البلاد، ولم يمض إلا ستة أشهر حتى انعقد عشية ذكرى تأسيس حزبنا الشيوعي السوري الاجتماع الوطني المكرس من أجل وحدة جميع الشيوعيين السوريين، والذي ضم لجان التنسيق والمبادرة الوافدة من محافظات دمشق وريفها والسويداء ودرعا وعفرين وحمص وحماة وحلب وإدلب واللاذقية والجزيرة، وتشكلت فيه اللجنة الوطنية من أجل وحدة الشيوعيين السوريين، وصدر عنه نداء لوحدة الشيوعيين، وبلاغ عن أعماله وقد نشرت قاسيون أخبار الاجتماع، وعلى صفحتها الأولى جاء الآتي: «قاسيون ترحب بانطلاقة اللجنة الوطنية، وتعلن عن وضع نفسها تحت تصرفها في سبيل وحدة جميع الشيوعيين السوريين».
ولتبدأ مرحلة عودة الحزب إلى الشارع ليلتقي الجماهير، وينشط مجدداً معها وفي صفوفها من خلال المظاهرات والاعتصامات والندوات والرحلات بالمناسبات الحزبية والوطنية والطبقية، وتوالت الاجتماعات الوطنية السنوية لوحدة الشيوعيين السوريين، ولتتوج في الثالث من كانون الأول عام 2011 بالاجتماع الوطني التاسع الاستثنائي للجنة الوطنية وولادة حزب الإرادة الشعبية في سورية الذي سنحتفل جميعاً بانعقاد مؤتمره الأول في السادس من حزيران، والذي سنعمل كلنا على نجاحه ليعيد للحزب دوره الوطني والطبقي بين جماهير شعبنا على كل الساحة السورية.