قراءة سريعة في انتخابات مجلس بلدة الحواش
مخائيل حنا مخائيل حنا

قراءة سريعة في انتخابات مجلس بلدة الحواش

الانتخابات أياً كان نوعها ومهما كان مستواها، هي حالة حضارية وركن أساسي من أركان الديمقراطية، وبالتالي هي حق طبيعي لكل فرد في المجتمع يمارسه بشتى الوسائل القانونية منها عبر صناديق الاقتراع، وهي أيضاً واجب يؤديه الجميع لخدمة الجميع بآراء غنية متعددة ومجمل هذه الآراء تتقاطع وتتشابك وتتلاقى لترسم مستقبلاً جميلاً يخدم بناء وطن حر، ولن يتحقق ذلك إلا مع توافر الحد الأدنى من الحس الوطني والوعي الفكري والثقافي المجرد من كل أنانية ضيقة.

وأهم الملاحظات التي يمكن ذكرها في انتخابات مجلس بلدة الحواش بتاريخ 1/12/2011 هي:

منذ الصباح الباكر بدأت الانتخابات بوتيرة عالية أخذت تتصاعد بمشاركة أكبر في ساعات بعد الظهر والمساء وحتى قبل إقفال صناديق الاقتراع، لكن الواضح أن مشاركة المرأة أقل من ،الرجل خاصة بالترشيح لمجلس البلدة، حيث كانت هناك مرشحة واحدة فقط مقابل أكثر من 25 مرشحاً.. ورغم أنها المرشحة الوحيدة ولا تنقصها الكفاءة لم يحالفها الحظ بالوصول إلى عضوية المجلس البلدي.. وقد جرت الانتخابات ولأول مرة بعد نحو أكثر من أربعين عاماً دون قوائم الجبهة، ولكن في ظروف سياسية وأمنية سيئة، ما أدى لحركة نشيطة وتنافس وعصبية ظاهرة أحياناً من جميع المشاركين في عملية الانتخاب.

غياب التنسيق

كان من اللافت أنه لم يتم أي تنسيق فعلي بين القوى السياسية المتواجدة في البلدة، أو حتى مع الشخصيات الاجتماعية البارزة والمؤثرة... لذلك ومع الأسف الشديد كانت المرجعية الأهم ولها التأثير الفاعل في سير هذه الانتخابات هي المرجعية العائلية والعصبية والعلاقات الاقتصادية والاجتماعية... وهكذا تراجعت الحزبية السياسية والوطنية منكفئة إلى حدٍ كبير، ولم يكن تأثيرها حاسماً.. بل ظهرت بوضوح ظواهر تبين مدى التأثير لتلك الحالة غير الصحية، فلم يتقدم معظم المرشحين ببيانات انتخابية سوى مرشح واحد وحيد، وهذا يعتبر نقصاً في الأداء والمسؤولية، وبالمقابل فقد تم الاعتماد على الوكلاء ومناصريهم فكانوا جنوداً بواسل وحياديين ماهرين بجمع الأصوات كيفما كان، وبأساليب وطرق متعددة كانت مزعجة أحياناً... كما أن بعض الوكلاء انتابهم الكثير من الفوضى والعصبية الحادة أدت إلى حدوث مشادات كلامية وكلمات غير لائقة بالمكان والإنسان، وهو ما سجل مع المرشحين تارة ومع اللجان الانتخابية في معظم الأحيان.

مستوى متواضع

وأما عن عمل اللجان الانتخابية فلم يكن بالمستوى المطلوب بل كان متواضعاً جداً وغير متناسب مع مستوى التنافس الكبير والأقبال الحاصل من الناخبين، وكثيراً ما كانت تعم الفوضى ويعلو الصراخ ويدخل الوكلاء إلى الغرفة السرية ليتبادلوا الأوراق مع بعض الناخبين، وتحدث الفوضى وترتفع أصوات الاحتجاج بين المرشحين واللجان والناخبين... ويلاحظ أيضاً عدم وضوح قوائم أسماء المرشحين حيث لم يتم عرضها وتعليقها بشكل مناسب، ومنها ما كتب بخط اليد، ولم تكن قراءة الأسماء بشكل جيد ممكنة لأن الأحرف صغيرة لا ترى إلا بعدسات مكبرة... وايضاً حدث الكثير من التجاوزات حيث أن بعض الناخبين لم يلامس يده الحبر السري أبداً... بالإضافة إلى وجود الكثير من نقص الأوراق والوثائق الخاصة وحتى ورقة الاقتراع لم توضع في ظرف أو صندوق مغلق خاص بالانتخاب للتمييز بين صندوق مجلس البلدة وصندوق مجالس المحافظة، ووقعت إشكالات بين الناخبين وأعضاء اللجان وعزوف الكثير عن التصويت كما حدث إشكال أخر عند فرز الأصوات بوضع أوراق الانتخاب بصندوق آخر غير المخصص للورقة نفسها.

النتائج

وقد كانت نتائج الانتخابات لمجلس بلدة الحواش على النحو التالي:

الحزب السوري القومي الاجتماعي حصل على ستة مقاعد مع مؤيديه.

حزب البعث العربي الاشتراكي حصل على أربعة مقاعد.

الحزب الشيوعي السوري الموحد لم يحصل على أي مقعد.

وفي هذا السياق نقدم التهنئة لكل الفائزين بعضوية مجلس بلدة الحواش آملين ومتمنين لهم كل التوفيق والنجاح في خدمة البلدة وأهلها الطيبين.