لقطة انتخابية من جزيرة أرواد..
يقطن في جزيرة أرواد ثلث عدد سكانها تقريباً، بينما يقطن الثلثان الباقيان في مدينة طرطوس، ويمكن القول إن كل مواطن (أروادي) تمكن من شراء بيت خرج من أرواد إلى طرطوس، وتعتبر الجزيرة أكثر رقعة جغرافية كثافة بالسكان في سورية على الإطلاق، ورغم أنها لا تبتعد عن طرطوس في حالات السرعة عشر دقائق لا أكثر، لكنها تعاني من تدني نسبة التعليم فيها بشكل كبير إذا ما قورنت بطرطوس.
ولهذا أسبابه منها ما يتعلق بالتخبط في السياسة التعليمية وغياب الرؤية لكيفية حل هذه المشكلة على مستوى مديرية التربية أو الوزارة، والثاني يكمن بولع أهالي أرواد للسفر بالبحر باكرا والبحث عن مورد رزق يسند العائلة، والسفر هو المنقذ الوحيد المرئي والذي تعودوه عبر الأجيال، وهذا يعني استنزاف كبير للشباب بسن مبكرة، وبالتالي أصبحت المرأة هي التي تقوم بمعظم أعباء الحياة وأصبحت من ضمن تقاليدهم وثقافتهم الاجتماعية. وبالرغم من أن أهالي أرواد لديهم خصوصيتهم كمجتمع شبه معزول ومحافظ جدا، لكن طيبتهم ومصداقيتهم تطغى على كل المواصفات الأخرى، ويسجل لأهالي الجزيرة في انتخابات مجلس البلدية، أنها حققت خرقا في الانتخابات لم يجر في منطقة أخرى لا من حيث النزاهة ولا من حيث معرفة لمن يعطوا أصواتهم، وسقط من كان مفترضاً أن ينجح حسب نجاحات مراكز طرطوس، ونجحت قائمة فيها بعثيون وشيوعي وأحزاب أخرى، لكن الشيء المميز والوحيد تقريبا تقدمت للانتخابات أربع نساء والأربع فزن من أصل عشرة مرشحين ونالت المرتبة الأولى امرأة وبجدارة. فتحية من جريدة قاسيون لأهالي أرواد، وألف مبروك للنساء الناجحات.