الصراف الآلي: ما بقي في جوفي.. مفقود!
الصراف الآلي تقنية جيدة دخلت حيز الخدمة في الآونة الأخيرة في سورية بهدف تنظيم الأمور المالية للموظفين في بعض دوائر القطاع الحكومي، وتسهيل عملية استلام الأجور الشهرية بأقل جهد ووقت ممكنين..
وللصراف الآلي طريقة معينة في العمل، تتمثل بعدم صرف المبالغ التي تقل قيمتها عن فئة (500) ل.س، حتى تتراكم هذه المبالغ لتصل قيمة يسمح بسحبها من الصراف، ويعمل الصراف بهذه الطريقة منذ اعتمد في سورية إلى أن بدأ الموظفون الذين اعتادوا صرف رواتبهم من هذه الآلة يلاحظون اختفاء المبالغ المتبقية من رواتبهم، سواء أكانت تقل عن فئة (500)ل.س، أو تزيد عليها، فمن المعروف أن بعض الموظفين لا يسحبون كامل راتب من الصراف الآلي، ويكتفون بسحب مبلغ معين كل فترة عند الحاجة، وهذه الحادثة (اختفاء الباقي) لاحظها عدد كبير من الموظفين عند طلب معرفة المبلغ المتبقي في حسابهم، فمنهم من وجد مثلاً أن مبلغ (250) ل.س المتبقي من الشهر الماضي قد اختفى، بينما من المفترض أن يتضاعف هذا المبلغ بحلول الشهر الثاني، و بالتالي يصبح من الفئة النقدية المسموح بسحبها، وفق النظام التراكمي لهذه الآلة.
لكن اختفاء ما بقي من حساب الموظف لم يقتصر على ما هو دون فئة (500) ل.س، بل تعداها إلى ما يزيد عن مبلغ (650) ليرة، فبمجرد ترك هذا المبلغ في الحساب، على أن يسحب مع راتب الشهر الثاني، وعند طلب الراتب مع المبلغ الذي بقي من الشهر الماضي، لا يحصل الموظف إلا على راتبه فقط، وعند سؤاله عن المبلغ المتبقي في رصيده، يجد مبلغاً يقل عن فئة المسموح بها، والتي من المفترض أن تكون قد تراكمت وبات بإمكانه تحصيله!.
هذا الأمر تكرر ويتكرر شهرياً مع الكثير من موظفي القطاع الحكومي، فهل الصراف الآلي وجد لحماية المواطن وتسهيل أموره المادية وحفظ حقوقه.. أم لنهبها؟!
سؤال نتركه برسم «الآليين» الذين يقررون آليات إراحة المواطن ونهبه وينفذونها.. ويشرفون على «السرّاق» الآلي بحكم طبيعة عملهم!.