عودة الاتصالات لمحافظة الحسكة
قحطان العبوش قحطان العبوش

عودة الاتصالات لمحافظة الحسكة

مر نحو شهر تقريباً على عودة الاتصالات الخليوية والإنترنت إلى مدن وبلدات محافظة الحسكة بعد انقطاع طويل بدأ بشكل متقطع مع الأشهر الأولى للأزمة السورية وسط تفاؤل شعبي كبير يرافقه قلق حقيقي من مصير مئات العاملين على بيع الخطوط والمستلزمات الخاصة بالشبكة الخليوية التركية التي تغطي العديد من مدن وبلدات المحافظة المحاذية لتركيا شمالاً

يوجد في سوق مدينة القامشلي الرئيسي عدد كبير من المحلات التي تقدم خدمة بيع الخطوط وتسديد الفاتورة بشكل علني وبأسعار معقولة، وحولت هذه المحلات نشاطها للشبكة التركية، كما افتتحت الكثير من المحلات الجديدة لمواجهة الإقبال الكبير بعد اليأس من عودة الشبكة المحلية للعمل مجدداً. ويواجه مئات العاملين في هذا القطاع مخاطر توقف عملهم وتحولهم لعاطلين عن العمل.

الشبكة المحلية والبطالة!

وبدأت إحدى شركتي الخليوي اللتين تقدمان خدمة الاتصالات الخليوية والإنترنت عالي السرعة بصيانة عدد من أبراجها وسط تحسن كبير في تغطية الشركة الأخرى، ويقول عدد من أصحاب المحلات إن خدمة الإنترنت الخليوي والثابت  «ADSL» الذي تقدمه مؤسسة الاتصالات ستعود أيضاً.

ويتحاشى أصحاب المحلات التي تبيع الخطوط التركية أن يتحدثوا للصحافة أو أن يكشفوا عن أسمائهم الحقيقية أو حجم مبيعاتهم، لكن زيارة المحل كزبون يمكن أن تكشف عن الكثير من التفاصيل من ناحية الأسعار ومناطق تغطية الشبكة في أحياء المدينة، ويلاحظ ازدحام الزبائن على تلك المحلات.

الشركات التركية تغزو السوق

واستقطب هذا القطاع الكثير من العاملين الجدد نتيجة إقبال كبير يعود لكونه قطاعاً ناشئاً، حيث يستلزم من الراغبين باقتناء خط خليوي تركي الحصول على جهاز موبايل مسجل في تركيا، ومودم خاص بالإنترنت، وملاحق أخرى، وبين هذه التفاصيل شهد هذا القطاع انتعاشاً وأرباحاً دفعت كثيراً من العاطلين عن العمل للدخول إلى السوق.

وتغيبت الأرقام والإحصائيات الدقيقة حول قيمة استهلاك الاتصالات التركية، بسبب عدم وجود إحصائيات رسمية يمكن العودة لها، لكن حجم نمو السوق يدل على إنه يدر مبالغ كبيرة للشركات التركية، ومصدر رزق لأصحاب هذه المحلات الذين يستعينون بوسطاء سوريين يقيمون في تركيا لتأمين مستلزمات محلاتهم.

النقمة والنعمة

ويعد كل محل من محلات تقديم خدمات الشبكة التركية بمثابة مركز خدمة تابع للشركة التركية، وإذا ما استمرت الشبكة المحلية، سيقتصر عمل هذه المحلات على بعض الخدمات البسيطة، وستضطر للاستغناء عن عدد من العاملين فيها، حيث تقدم مراكز الخدمة التابعة لشركتي الخليوي في سورية غالبية الخدمات للزبون.

وفي مدينة القامشلي وحدها يوجد نحو عشر مقاهي إنترنت افتتحت خلال الفترة الماضية من دون ترخيص وتعتمد على الشبكة التركية، وستواجه هذه المحلات مصير الإغلاق إذا ما عادت الشبكة المحلية والإنترنت الثابت بسبب منافسة الأسعار لمصلحة الإنترنت المحلي.

هدوء يوازي التسويات

وبالإضافة لهذا القطاع الطارئ، ولدت الكثير من المهن الجديدة خلال الأزمة التي تمر بها البلاد، كبيع المحروقات والغاز، ومولدات الكهرباء، وغيرها، وقد يكون حل الأزمة السورية بالنسبة للعاملين بهذه المهن بمثابة قطع أرزاقهم ما لم يجدوا البديل.

وتعكس عودة الشبكة المحلية للعمل مجدداً بغض النظر عن سبب انقطاعها، مع تراجع المواجهات المسلحة التي يشهدها ريف المحافظة، تحسناً مقبولاً في الوضع العام للمحافظة، يوازي التسويات التي شهدتها بعض أرياف العاصمة دمشق، ولاسيما برزة، والمعضمية.