البوكمال.. بين «النصرة» و«داعش» والمعاناة اليومية
كانت مدينة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور من المدن الأولى التي سيطر عليها المسلحون وخاصة ما يسمى «لواء الله أكبر»، ثم جاءت «جبهة النصرة» وسيطرت على أجزاء كبيرة من المنطقة وحقول النفط
ومؤخراً دخلت داعش على الخط واعتقلت «صدام الرختية» والذي أصبح اسمه «صدام الجمل» قائد «لواء الله أكبر»، والذي بايعها ووضع نفسه تحت تصرفها، ويقوم بسحب السلاح من بعض جماعته وتسليمه لها.
بينما تسيطر «جبهة النصرة» على المدينة، وأقامت هيئتها الشرعية في المبنى المخصص للمحكمة الرسمية، وسيطرت على بقية مباني الدولة وتحاول تحسين «صورتها» بضبط الأمور والتدخل بكل شيء، حيث حلت المجلس المحلي وشكلت بديلاً عنه.
ولعل أهم معاناة إضافة لهيمنة المسلحين والتكفيرين التي تكتم أنفاس المواطنين هو الانقطاع المستمر للكهرباء ولفترات طويلة آخرها لمدة أحد عشر يوماً. وهذا له انعكاساته الخطيرة على مختلف التفاصيل اليومية للمواطنين وحياتهم وأيضاً على صحتهم مع ما تسببه الحراقات البدائية لتكرير النفط من تلوث.
أما أسعار المواد الغذائية التي تمس المعيشة اليومية للمواطنين فهي أيضاً فوق الريح، فقد وصل على سبيل المثال سعر كغ الواحد للزهرة والملفوف إلى 200 ليرة وطبق البيض إلى 750 ليرة سورية.
لقد بات المواطنون يريدون الخلاص من هيمنة المسلحين وممارساتهم القمعية، ويؤيدون حلاً سياسياً يكفل لهم أمنهم ومعيشتهم وكرامتهم وبقاءهم على قيد الحياة أمام التهديدات المباشرة لهذه الحياة من المسلحين بشتى مكوناتهم، وبالتلوث ونقص الغذاء وارتفاع أسعاره. وكان من المقرر أن تقوم مظاهرة ثانية يوم الجمعة 3/1/2014 من المواطنين ضد المسلحين احتجاجاً على المعاناة القاسية ولكنها لم تتم بسبب الجو الإرهابي الذي فرضه المسلحون على المدينة.