في حلب الشرقية.. النساء والأمهات يتظاهرن ضدّ المسلحين والتكفيريين
منذ تحول الحراك الشعبي السلمي إلى العنف وسيطرة المسلحين والتكفيريين على العديد من المدن والمناطق والبلدات والقرى.. ازدادت ممارسات النهب والسرقة والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة وسرقة المساعدات الغذائية والمتاجرة بها، وسرقة الأموال بحجة مساعدة الأهالي
بالإضافة لعمليات الخطف والقنص والقتل والقمع لكل من لم يؤيدهم أو يرفض وجودهم بحجة أنه «عوايني» و«عميل للنظام».. أو «التكفير»، كما حدث مع أحد الأطفال الذي لم يتجاوز عمره السادسة عشرة حيث أعدموه أمام أسرته وأهالي الحي لأنه رفض بيعهم بالدَّين حتى لو جاء النبي محمد..
وقد رفض المواطنون في بعض المناطق ذلك، وتحولت حتى المناطق التي شكّلت حاضنةً لهم إلى الضد سواء بشكل جماعي أو فردي، ففي مدينة الرقة قامت سابقاً العديد من المظاهرات ضدّ «داعش» وأخواتها، وخاصةً من قبل النساء والأمهات، وما تزال الشابة سعاد نوفل هي وشقيقتها تحمل لافتتها وتقف يومياً أمام أماكن تواجد المسلحين رافضةً لممارساتهم وقراراتهم المتطرفة..
وفي حلب مؤخراً ازدادت ممارسات المسلحين والتكفيريين وحشيةً وتخبطاً وصداماً بينهم، وخاصةً مع تقدم فرص الحل السياسي وانعقاد «جنيف-2» ومع تقدم الجيش العربي السوري.. حيث قاموا بإعلان النفير العام ومنع التجول وإجبار الشبان في أحياء حلب الشرقية (المرجة- الصالحين- باب النيرب)، على الانضمام إلى صفوفهم تحت تهديد السلاح، وبإغلاق معبر «البستان» بجدار مما فصل شرق المدينة عن غربها، مما دفع العشرات من النساء الحلبيات للتظاهر في هذه الأحياء يومي الثلاثاء والأربعاء (12- 13/11/2013)، ضدّ سوق أبنائهن للقتال معهم كما أيام السفر برلك وسوق عسكر العثمانية التركية، وقد تركزت ممارسات المسلحين وخاصةً «لواء التوحيد» اتجاه الشبان في حي المرجة وتجنيدهم بعد أن اختلس منه «قائد» إحدى المجموعات المسلحة مبلغ 300 ألف وهرب إلى تركيا..
لا شكّ أن ممارسات المسلحين والتكفيريين العنفية، زادت وستزيد معاناة المواطنين وخاصةً النساء والأمهات، وكشفت زيف دفاعهم عن المواطنين، وستدفع إلى مزيدٍ من مظاهرات المواطنين ضدهم وتأييدهم للحل السياسي لأزمةٍ ممتدة منذ أكثر من عامين ونصف.