لا يموت حق : مسيرة صراع  أو تعاون نحو الأهداف..

لا يموت حق : مسيرة صراع أو تعاون نحو الأهداف..

إن تتبع مسيرة الأمم المتحدة خلال أكثر من نصف قرن، والتي من المفترض أن تكون قطعتها نحو تحقيق أهدافها، لا بد أن يجعلنا نتوقف عند جملة من القضايا وتساؤلات منها..هل مؤسسو المنظمة بلغوا أهدافهم في منع الحرب وحفظ الأمن والسلم الدوليين؟ ..!!!

وهل علاقات الدول طبعتها قضايا السلام بدل قضايا الحرب ؟وهل استطاع الميثاق الاستجابة لآمال وتطلعات الشعوب في القضاء على مظاهر الصراع وأسبابه؟ وهل كانت الفترة المنقضية من عمر الأمم المتحدة فترة للسلام على جميع الشعوب والأمم أم أن هناك دولاً وشعوبا بعينها عاشت ظروفاً مغايرة لتلك التي عاشتها غيرها من الدول والشعوب؟
وإذا كانت شعوب العالم الثالث قد امتلكت كل المظاهر الدالة على الاستقلال وعلى دوليتها فأصبحت لها أعلامها المزخرفة أو غير المزخرفة ولها حدودها المستقرة أو غير المستقرة ودساتيرها الديمقراطية أو غير الديمقراطية، ولكل صوته الوازن أو غير الوازن  وأصبحت لها منظماتها ومنتدياتها الإقليمية وحتى في بعض الأحيان كان لها حلفاؤها واستفادت هذه الدول إلى حد كبير من سياسات التعاون الدولي فإن نصيبها من الأمن والسلم الهدف الرئيس للمنظمة الدولية كان قليلاً إن لم يكن معدوماً وبما أن كل المبادئ ومنها مبدآ المساواة والتسوية السلمية للخلافات الدولية هي في الأساس لخدمة هذا الهدف فإنها بالتالي لم تتمكن في الحقيقة أبداً من الاستفادة من هذه المبادئ.
فمن حيث المبدأ إن الأمن والسلم الدوليين كانا مطلبين للدول التي وضعت ميثاق الأمم المتحدة، وهي الدول التي خرجت منتصرة بعد الحرب العالمية الثانية، هذه الدول استطاعت في ذلك الوقت إقناع دول العالم كافة بالتوقيع على الميثاق والقبول به بل وفرضته لاحقاً على دول حديثة الاستقلال والحقيقة أن لكل أهدافه التي كان ينشدها، فالدول العظمى التي كانت اقتصادياتها وقوداً للحرب وأراضيها مسرحاً لها كانت تسعى لأن يكون الميثاق ضمانة لها في عدم تكرار الكارثة، وأن تتحول علاقات هذه الدول إلى علاقات ود وتعاون بدل الصراع والاحتراب، وأقصى ما يمكن أن تصل إليه من مظاهر الصراع هو التنافس المحموم على مناطق النفوذ.
واليوم كلما حدثت اختناقات في الساحة الدولية، وجدنا الجميع يرنو ويتطلع إلى تلك الفواصل التي تحدث بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية ليخرجا بمعاهدة أو اتفاق من فوق الطاولة أو تحتها، لعله يعيد اللعبة بينهما إلى جادة الصواب