مخيم الوافدين: الاتصالات الأرضية والمحمولة خارج الخدمة؟
مخيم الوافدين منطقة تعيش حتى الآن في عصر ما قبل ثورة الاتصالات، فهذه المنطقة كغيرها من المناطق السورية تعاني منذ أكثر من خمس سنوات من ضعف كبير في خدمات الاتصال رغم عدد من المحاولات التي قام بها الأهالي التي باءت بالفشل لعدة أسباب منها ما يرجع إلى فترة قبل الأزمة التي تشهدها سورية منذ أكثر من عامين ونصف، ومنها ما حدث خلالها.
قبل دخول نظام الهاتف المحمول إلى سورية، وحتى عام 2010 ظل مخيم الوافدين يعاني من ضعف شبه تام في خدمات الاتصالات الأرضية، حيث كانت خدمات الاتصالات تقتصر على عدد محدد من الخطوط الأرضية، إلى أن تم تركيب مقسم هواتف أرضية ضوئية في عام 2010، كان مرتبطاً بالمقسم الرئيسي في منطقة دوما، والتي كانت تعاني من نقاط ضعف كثيرة، كان أهمها توقف المقسم عن العمل مع انقطاع التيار الكهربائي، بحكم عمله بالتيار الكهربائي، واعتماده على البطاريات المشحونة، والتي كانت دون فاعلية، بدليل انقطاع الاتصالات مباشرة.
100 ألف نسمة دون اتصالات!
ومع تطور الأزمة ودخولها نطاق العمل المسلح وانتشار العنف والعنف المضاد في منطقة دوما، توقف مقسم الهاتف في بداية 2012 عن العمل كغيره من المرافق العامة في هذه المنطقة، ليعود مخيم الوافدين إلى مشكلة عدم توفر الاتصالات الأرضية، بسبب عدم توفر مقسم رئيسي في هذه المنطقة، رغم وصول عدد سكانها إلى أكثر من 40 ألف نسمة حينها، وإلى حولي 100 ألف نسمة خلال الأزمة.
لم تقتصر معاناة أهالي هذه المنطقة، على مشكلة الهواتف الأرضية، بل أيضاً، تعاني من ضعف كبير في شبكة الهاتف المحمول. بداية المشكلة كانت في عام 2008، حيث بدأ أهالي المنطقة الجنوبية من مخيم الوافدين المعروفة بمنطقة «العمار الجديد» يشتكون من توقف خدمة شبكة الاتصالات فيها، واقتصارها على القسم الشمالي من «مخيم الوافدين»، وعندما تقدم الأهالي بشكوى إلى شركات الاتصالات الخاصة في سورية، كان الجواب بأن شبكة الاتصالات معطلة لأسباب أمنية، بحكم قربها من سجن «عدرا المركزي» وبعد عدد من المحاولات لمتابعة المشكلة مع الجهات الرسمية، لم تصل جهود الأهالي إلى أي نتيجة حتى هذه اللحظة.
محلات الاتصالات متوقفة عن العمل
إلا أن مشكلة عدم توفر خدمات الاتصالات المحمولة، تطورت لتنقطع بشكل كامل عن المنطقة منذ منتصف بداية شهر «آب»، وحتى الآن، باستثناء الشارع المقابل للاتوستراد الدولي، في بداية «المخيم» والذي تصل الإشارة إليه من المناطق المجاورة، ليضطر أهالي المنطقة للتوجه إلى هذا الشارع في حال أرادوا إجراء أي اتصال هاتفي، في وقت تغيب فيه خدمة الهاتف الأرضي عن هذه المنطقة تماماً.
كما كان لانقطاع شبكة الاتصالات المحمولة في مخيم الوافدين أثر سلبي على أصحاب محلات الاتصالات حيث توقفت معظمها عن العمل، بسبب انقطاع شبكة الاتصالات، والتي تعتمد بشكل أساسي على بيع الرصيد «الوحدات».
ومناطق أخرى أيضاً..
مشكلة ضعف الشبكة أو انقطاعها نهائياً، لم تعد في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سورية مشكلة خاصة بمنطقة معينة، بل باتت مشكلة عامة تعاني منها عدد كبير من المناطق السورية وخصوصاً الأرياف، كما هي الحال في ريف السلمية وتحديداً قرية «المبعوجة»، حيث يعاني أهل هذه المنطقة منذ مدة من ضعف ملحوظ في شبكة الاتصالات المحمولة.
حلول مع وقف التنفيذ
توجهت «قاسيون» لأحد أصحاب محلات الاتصالات في «المخيم» للوقوف على سبب المشكلة، فسألته ألم تتقدموا بشكوى لحل هذه المشكلة؟، فأجاب «لا لم نتقدم لأننا كنا نعتقد بأن المشكلة لن تطول أكثر من يومين، فقد علمنا بتركيب جهاز اتصالات حديث ومتطور في مدخل المخيم منذ أن توقفت الشبكة عن الخدمة، وعلى هذا تم تعطيل أجهزة إشارة الشبكة القديمة، على أن يبدأ الجهاز الجديد بالعمل مباشرة، إلا أنه حتى الآن لم يتم تشغل الجهاز الجديد لتظل شبكة المحمول خارج الخدمة».
والسؤال لمَ التأخير بإصلاح الشبكة وحرمان أكثر من 100 ألف نسمة من خدمة الاتصالات؟، وهل ستشمل خدمة الجهاز الجديد منطقة «العمار الجديد» فيما لو تم تشغيله...؟