في كلية التربية بـ«تشرين»: مَنْ لم يمت بالسيف...
كثرت مؤخراً شكاوى طلاب كلية التربية في جامعة تشرين حول ما يتعرضون له من ممارسات إدارية تعسفية على أيدي «دكاترة» وموظفي الجامعة.
فعند صدور نتائجهم الامتحانية، يعانون الأمرّين, حيث تبدأ هنا رحلة الطالب للبحث عن نتيجته التي لم يجدها في مكانها الطبيعي وهو “قوائم النتائج الامتحانية”، وعندها يقوم بالتوجّه إلى دائرة الامتحانات للاستفسار عن العلامة المفقودة، وبدل أن تقوم الإدارة بمساعدته، فإنها تقوم بإزاحة المسؤولية عن عاتقها وتضعها على عاتق أساتذة ودكاترة القسم متهمةً إياهم بالتأخر في تسليم النتائج إليها. أما إذا ابتسم الحظ لأحد الطلاب وتمكن من «إقناع» الدائرة بالبحث عن اسمه، فإنه سيُفاجَأ بجواب الموظف المسؤول: «ما لك اسم»!!. ويعود سبب غياب اسم الطالب إلى أن ورقته لم تصحح أصلاًّ، ولماذا؟ لأن الطالب «أصلحه الله» ارتكب ما يعتبره بعض الدكاترة بـ «إحدى الكبائر» حيث نسي كتابة اسم نموذجه (أ- ب) على ورقة الإجابة، وبالتالي فقد استحقّ حكمَ رسوبٍ غير قابلٍ للاستئناف.
امتحانات بدون نتائج
هذا وتنقسم معظم المواد الدراسية في الجامعة إلى: عملي ونظري. ومن المفترض أن يتم جمع علامتي هذين القسمين بعد تقديم الامتحان لتظهر النتيجة النهائية، إلا أن ما يحدث في هذه الكلية هو العكس، حيث لا يتم جمع العلامتين للأسباب ذاتها التي ذكرناها سابقاً.
ولا تتوقف «المصائب» عند هذا الحد، فهناك العديد من الحالات المثيرة للدهشة والغيظ معاً. وإليكم إحدى هذه الحالات: من البديهي بأن على الطالب الذي يرسب بإحدى المواد إعادة تقديمها، ولكن من غير الطبيعي أو المعقول أن يقوم طالبٌ بتقديم إحدى مواده لأربع مرات ويرسب ثم حين يأتي ليقدمها في المرة الخامسة، يتم استدعاؤه من دائرة الامتحانات لتُعلمه بالخبر الصاعق: «أنت ناجحٌ- ومنذ الدورة الأولى- في المادة التي تحاول تقديمها الآن، حقّك علينا».
تقصير دائرة الامتحانات
والسبب في هذه الكارثة يعود إلى تقصير دائرة الامتحانات وإهمالها عند قيامها بنشر علامات الطلاب، وهم الذين يقومون بدفع رسوم إضافية لقاء تقديم أي مادة من موادهم.
إن معاناة الطلاب هذه تأتي لتؤكد مرةً أخرى على أن من لم يمت بالرصاص مات بالفساد، فيا للعجب.