ماذا حصل في فرن (دمسرخو)
شكّل التهديد الأمريكي بشن عمل عسكري في سورية، هاجساً يومياً للسوريين، وزادت حدة التصريحات المتصاعدة يومياً بهذا الخصوص من قلقهم الذي انعكس على جميع نواحي الحياة، وبشكل مواز استمر تجار الأزمة وضعاف النفوس في استغلال هذه الظروف الطارئة، فأصبحت رحلة تحصيل رغيف الخبز الهاجس اليومي الذي أثقل كاهل الأهالي وزاد من معاناتهم لسد جوعهم.
كانت استعدادات اليوم الأول لخبر الضربة العسكرية على سورية لدى بعض أفران الدولة في مدينة اللاذقية ومثالها «فرن دمسرخو» على الشكل التالي:
• سُمح للأهالي بالدخول إلى ساحة الفرن الساعة السابعة صباحاً من أجل الاصطفاف في رتل طويل وانتظار الدور، وكل مواطن يحصل على ثلاث ربطات يدفع 50 ليرة بفارق 5 ليرات يقبضها بائع الكوة.
• ينتشر الموظفون داخل الفرن خلف النوافذ والأبواب الجانبية والخلفية لبيع الخبز لمن لا يستطيع الانتظار ساعات طويلة بأسعار مضاعفة.
- يجري طرد الأطفال الملتزمين بالدور ويقال لهم أرسلوا أهاليكم لشراء الخبز دون اعتبار للأهل الهائمين في السعي لتدبير ثمن ربطة الخبز.
عناصر «الدفاع الوطني»..
• على مدار الساعة تأتي مجموعات «الدفاع الوطني» مصطحبين أسلحتهم وبموديلات متنوعة من اللباس لتعطيل دور المواطنين وأخذ عشرات الربطات لهم ولأصحابهم بحجة أنهم عساكر، فهم غير خاضعين للدور أو استلام عدد محدود من الربطات.
• عند خروج عمال الورديات من الفرن يصطحبون كميات كبيرة من الخبز وكأنهم معتمدون للخبز في حاراتهم.
• تجري معاقبة أي مواطن يحتج على ما يجري من مخالفات على يد من يقال أنهم «أمن الفرن».
• في الساعة 11 صباحاً يجري طرد الرتل الذي لم يحصل على الخبز بعد الانتظار 4 ساعات بحجة أن الدور للجيش.
• يفتح الباب في الساعة السابعة مساءً ليعود الرتل الذي حُرم صباحاً من الخبز إلى الانتظار حتى الساعة 11 ليلاً، ثم يجري إخلاء الساحة بحجة الدور للجيش مرة أخرى، ويعود الكثيرون إلى بيوتهم دون الحصول على الخبز بعد انتظار يوم كامل.
• كل ما يجري يكون على مرأى من مدير الفرن الذي يتجول في الساحة بشكل مستمر.
تعليق حتى إشعار آخر
• إن السبب في عدم حصول المواطن على الخبز ليس نقص الرغيف أو عطل في آليات الفرن، فالكميات متوفرة داخل الفرن ولكنها بعيدة المنال عن المواطن غير القادر على دفع الزيادة في السعر بعد الرجاء وتوجيه الشكر للموظف المتحصن خلف الباب أو النافذة داخل الفرن.
• أعتقد أن هذا الفرن وغيره من أفران الدولة في المحافظة ليس نكرة من ذوي الشأن الجليل وأن الطريق إليها سالكة.
كل ما ذكر أعلاه يستدعي التحرك بسرعة أكبر من الجهات المعنية بزيادة الإنتاج في الأفران الآلية والاحتياطية لأنها تبقى صمام الأمان لوصول الرغيف بالنوعية الجيدة والكمية الكافية ووضع حد لتجار الأزمة وممارساتهم البلطجية بحق المواطنين عبر تفعيل دور الرقابة الشاملة.