أهالي القامشلي ينيرون شوارع مدينتهم بجهود ذاتية!

أهالي القامشلي ينيرون شوارع مدينتهم بجهود ذاتية!

عندما تسير في شوارع القامشلي ليلاً تجدها مُنارة بشبكة بديلة عن الشبكة الحكومية، ينتابك شعور بالطمأنينة، وتختلط مشاعرك، بين لوم الحكومة على تخليها عن تحمل مسؤولياتها، والثناء على جهود الأهالي الذين أثبتوا أنهم على قدر كبير من المسؤولية

فمع غياب المؤسسات الرسمية في القامشلي عن تأمين الخدمات الأساسية للمدينة؛ ولا سيما الكهرباء- التي تغيب لأكثر من 18 ساعة في بعض الأيام- لجأ الأهالي إلى إنارة أحيائهم بجهود ذاتية، لمواجهة ظلام دامس مخيف في ظل ظروف أمنية طارئة تشهدها البلاد بشكل عام.
ومن خلال مولدات ضخمة، وأسلاك كهربائية، ومصابيح إنارة، تغلب الأهالي على مشكلة الظلام، بتمديدهم شبكة إنارة للشوارع بديلة عن الشبكة الحكومية، متحملين بذلك كلفة مادية عالية، لتوفير نوع من الأمان بعد أن كثرت حوادث الاختطاف والتشليح والسرقة؛ ولا سيما سرقة السيارات، والحقائب النسائية.
وتقوم لجان الأحياء- بعد تقسيم المدينة إلى قطاعات- بتقديم الخدمات الأساسية للأحياء، فبالإضافة لإنارة الشوارع، توفر اللجان الخبز للأهالي مما يخفِّف الازدحام الشديد على مخبزَي المدينة الرئيسيين، كما تقوم هذه اللجان بجمع القمامة، بالإضافة لتأمين المياه من خلال صهاريج تجوب الأحياء.
ولجأ الأهالي لخيار الاعتماد على الذات بسبب تقاعس المؤسسات الرسمية عن إيجاد حلول- ولو إسعافية- بسبب ما تعانيه من روتين وفساد وإلقاء المسؤولية من جهة لأخرى.
ولا يلوح في الأفق حل قريب لأزمة الكهرباء؛ فكلما تحسَّن التيار الكهربائي عاد إلى سابق عهده، نتيجة الاشتباكات والمعارك التي يشهدها ريف المدينة، والذي يؤثر على محطات التحويل وشبكة الربط الواصلة للمدينة.