انقطاع الكهرباء في الحسكة يزيد معاناة أهالي المحافظة المحاصرة
يستمر الحصار الخانق على محافظة الحسكة ليُحارَب المواطن في تفاصيل حياته اليومية، ولتضاف أزمة الكهرباء وانقطاعاتها المستمرة إلى جملة معاناته مع اشتداد الاشتباكات المسلحة والأوضاع الأمنية السيئة التي يشهدها ريف المحافظة والمحافظات الأخرى التي تزود الحسكة بالكهرباء.
تنقطع الكهرباء في مدن وبلدات وقرى المحافظة أكثر من 18 ساعة يومياً ما أثر على سير الحياة العامة، و ساهم في خلق أزمات أخرى تخنق المحافظة؛ كأزمة المياه، والطحين، وغيرها، ما يثير حفيظة الأهالي واستغرابهم، إذ أن الكثير من المناطق الساخنة في سورية لا تعاني ما تعانيه محافظتهم من انقطاعات.
أغلب خطوط التوتر العالي خارج الخدمة
وعملياً فإن أغلب خطوط الربط (توتر عالٍ 230 كيلو فولط) التي تزوِّد الحسكة بالكهرباء من محافظات أخرى تم خروجها عن الخدمة؛ ومنها: خط دير الزور- الحسكة، خط الرقة- الحسكة، خط الطبقة- مبروكة- الحسكة، أما خط محطة تشرين في حلب- مبروكة- الحسكة فلا يصل للمحافظة منه سوى 65-70 ميغا واط فقط يومياً.
كما أن بعض خطوط الربط المحلية داخل المحافظة (توتر عالٍ 230 كيلو فولط) خرجت عن الخدمة أيضاً؛ منها: الحسكة- البواب- تل حميس، السويدية- تل حميس، الحسكة- البواب- القامشلي، محطة توليد السويدية- القامشلي، نتيجة الاشتباكات والأوضاع الأمنية السيئة التي يشهدها ريف المحافظة والمحافظات الأخرى التي تزود الحسكة بالكهرباء.
محطة توليد وحيدة في المحافظة
وقال مصدر مسؤول في الشركة العامة لكهرباء الحسكة إن «المشكلة الأساسية التي خلقت أزمة الكهرباء عدم وجود محطات توليد محلية؛ باستثناء محطة السويدية، أما الباقي من المحطات في محطات تحويل خرج معظمها عن الخدمة نتيجة المعارك والاشتباكات والقصف، كما سببت الاشتباكات الأخيرة بين مسلحين إسلاميين وفصيل كردي مسلح بقطع خط 230 كيلو فولط بين السويدية والقامشلي- كبرى مدن المحافظة- فاضطرت الشركة إلى الاستعانة بخط 66 كيلو فولط (يمر من السويدية- المالكية- القحطانية- محطة شمال القامشلي- محطة القامشلي الرئيسية) ما سبب عدم استقرار وتأرجح التيار الكهربائي وهبوط التوتر، وتضرر الكثير من الأدوات المنزلية الكهربائية».
عقود بناء محطات توليد غير مُنفَّذة
وقال الموظف في محطة التحويل الرئيسية في القامشلي، محمد صالح الأحمد إن «محطة التوليد الوحيدة في المحافظة (السويدية) توجد فيها خمس عنفات توليد، وتعمل بالغاز، وتُقدَّر الاستطاعة الكاملة لها بنحو 130 ميغا واط (تبلغ حاجة المحافظة في ساعات الذروة 600 ميغا واط صيفاً، و800 ميغا واط شتاءً)، وحالياً لا تعمل المحطة بالطاقة القصوى بسبب عدم توفر الغاز بكميات كافية نتيجة إيقاف ضخ النفط. وبعد استيلاء مسلحين إسلاميين على محطة مبروكة، وفصل الكهرباء عن مدينة الحسكة أكثر من مرة، قامت شركة الكهرباء بجهود ومفاوضات نتج عنها ربط محطتي مبروكة والحسكة، شريطة عدم تغذية مدينتي رأس العين وتل تمر التي يسيطر عليهما خصمهم الفصيل الكردي المسلح».
وأضاف الأحمد إنه «كان من المقرر إقامة محطة توليد جديدة في السويدية العام 2007، إلا أن المشروع تم تنفيذه في محردة بمحافظة حماة وهي الآن في الخدمة، كما قامت وزارة الكهرباء بتوقيع عقد مع شركة إيرانية العام 2011 لبناء محطة توليد في السويدية استطاعتها 450 ميغا واط، ولم يتم العمل به نتيجة الأزمة التي تعصف بالبلاد».
جهود رروزارة الكهرباء
وتقوم وزارة الكهرباء بجهود كبيرة بالتعاون مع ورشات المحافظة لصيانة الخطوط المعطلة، وترميم التالف منها بسبب الاشتباكات والمعارك بين الجماعات المسلحة والجيش السوري من جهة، ومسلحين إسلاميين مع فصيل كردي مسلح من جهة ثانية.
ويذكر أن أغلب مناطق المحافظة شهدت تحسناً في التيار الكهربائي في الأيام القليلة الماضية، بسبب النزوح الجماعي الكبير من الأهالي إلى إقليم كردستان العراق بعد فتح معبر «سيمالكة» ما خفف الضغط على خطوط الكهرباء.