دير الزور.. الأهالي يطالبون بحل!
شهدت محافظة دير الزور خلال الفترة الأخيرة وخاصة المدينة تصعيداً عسكرياً وخصوصاً في حي الحويقة، رغم محاولات التهدئة التي تقوم بها بعض الفعاليات الاجتماعية والشعبية والسياسية.
مما زاد من منسوب الدم السوري الذي يسيل في قتال بين أبناء الوطن الواحد، كما ازدادت نسب الخراب والتدمير لكل البنى الخدمية ومنازل المواطنين.
وشهدت بعض الأحياء الآمنة في المدينة مداهمات واعتقالات واستفزازات من بعض الأجهزة طالت حتى الطلاب في المدينة الجامعية، حيث تعرضوا للضرب والإهانة لمجرد انتمائهم إلى منطقة معينة، أو بسبب أسمائهم وكنياتهم.
وأيضاً شهدت بعض مناطق الريف الأوضاع ذاتها، بالإضافة إلى وقوع اشتباكات بين الجماعات المسلحة نفسها، كما حدث في مدينتي العشارة والقوريّة، وفي سياق متصل قام مسلحون بإغلاق المداخل إلى المدينة ومنع الدخول والمغادرة منها بحجة حماية المواطنين من الأعمال القتالية!؟
وهذا ما ساهم في تفاقم معاناة المواطنين في الريف والمدينة وخاصة في تأمين مستلزمات المعيشة على الرغم من قلّتها وارتفاع أسعارها.
لقد أثار التصعيد الأخير مزيداً من الغضب والاستياء مما دفع الأهالي والفعاليات الاجتماعية والسياسية والشعبية للتنادي واللقاء بغية إيجاد حلول وتخفيف معاناة المواطنين وإعادة تفعيل الدوائر والمؤسسات والدعوة لإخراج العمل المسلح خارج المناطق المأهولة.
وقد عقد لقاء مصغر في مدينة موحسن لبعض الوجهاء والمؤثرين بحث فيه وضع المدينة والمطالبة بتفعيل بعض الدوائر الرسمية كالوحدة الإرشادية والمياه والبيطرة والأعلاف ومركز الهاتف ومركز الناحية مما يهيئ الفرصة لعودة غالبية سكانها المهجرين، على أن يُعقد اجتماع آخر موسّع يضمّ بعض المسلحين بهدف إنهاء العنف وإلزام العاملين بالعمل، كما تم مناقشة الموضوع مع ما يسمى «الهيئة الشرعية» وجرى تحميلهم المسؤولية كونهم جزءاً من المشكلة والمعاناة الحاصلتين وحدث تجاوب نسبي، كما لقي ذلك معارضة من بعض المتشددين والمتطرفين الدينيين والخارجين عن القانون.
وفي البوكمال يطالب الأهالي وبعض المسلحين بالتهدئة والإفراج عن المعتقلين مقابل تفعيل دوائر الدولة. وجرى إعادة تشكيل للجنة السلم الأهلي وضمت فعاليات اجتماعية وثقافية وسياسية تعكس رغبة الأهالي ومطالبهم في الخلاص من الوضع المتأزم، ورفض الاستقطاب الحاصل، لكن ونتيجة رفض وتهديدات العديد من المسلحين المتشددين تراجع بعض المسلحين عن مواقفهم.
تؤكد الوقائع في دير الزور وغيرها من مناطق البلاد، إن الجماهير التي خرجت إلى الشارع في حراك سلمي مطالبة بحقوقها المشروعة، أدركت بتجربتها الملموسة عقم تجربة رفع السلاح وخوض العمل المسلح، كما رفضت تعميم العنف من النظام ، وها هي تبدع أشكالاً جديدة من الحراك السياسي الشعبي السلمي لتكمل مشروعها الحقيقي في الحفاظ على بنية الدولة والمجتمع وإنجاز مطالبها في التغيير الجذري الشامل.