من الذاكرة : لسان حال الناس

من الذاكرة : لسان حال الناس

جمعتني مصادفة مع اثنين من أترابي ثالث أيام العيد، أحدهما مازال متفائلاً، وذكّرني بأحداث من زمن الصبا، ومنها رسالة إعجاب شاركته في كتابتها وإرسالها إلى معبودة الجماهيرالفنانة فاتن حمامة. .

أما الثاني فقد ناءت قدماه الهرمتان بحمل جسده الضعيف إضافة الى ما اعتراه من إحباط نفسي ظاهر، وقد تمحور حديثنا- كأحاديث كل الناس- حول الهم العام الذي غدا همّاً خاصاً. وإليكم موجزاً له:
- الأزمة القاسية التي يعيشها شعبنا ووطننا، وما تتطلبه من تضافر جهود المخلصين للخروج الآمن منها.
- أخبار القتال والمداهمات والاعتقالات والخطف والجثث المرمية في المناطق الساخنة، التي دفعت بعشرات الآلاف من شباب وشابات الوطن إلى المغادرة خوفاً على سلامتهم.
- همجية القوى الظلامية المسعورة، تؤكد بأن الظلاميين وصنّاعهم من إمبرياليين وصهاينة هم العدو الأول لشعبنا ووطننا.
 -كل تصرف يؤدي إلى تأزيم الوضع، ويجنح به إلى مزيد من القلق والخوف والاضطراب، يخدم الأعداء الذين يسعون مستميتين إلى دمارالوطن وسفك دماء أبنائه.
- ما يتحدث به الناس يجب أن يصل إلى أسماع المسؤولين ليبادروا إلى جعل الحرص على أمن واطمئنان وسلامة المواطنين حقيقة على أرض الواقع.
- الشِدّة يجب أن توجه ضد من يخرّب ويعتدي ويقتل، أما أن تُوجّه وبشكل واضح إلى المدنيين وبخاصة الشباب الصغار، فهذا أمر يستوجب التصويب ومساءلة مرتكبيه قانونياً، ولاسيما أن الضحايا هم أبناؤنا، والشواهد على ذلك يرددها الناس وبالأسماء والعناوين.
- كل الوطنيين يدركون أن الأعداء ورأس حربتهم القوى الظلامية لا يقيمون وزناً لمشاعر وآلام الناس، فالناس بنظرهم رعيةٌ صاغرة، عليها أن تَدينَ بالطاعة العمياء «للراعي»، غير أن الوطنيين في الوقت ذاته يستغربون سبب العداء الذي تمارسه بعض الأجهزة بحق المعتقلين المدنيين، وتحشرهم في أماكن ضيقة ليناموا فيها وقوفاً على أقدامهم، إلى جانب تعريضهم للتعذيب الجسدي والنفسي الشديد جراء اتهامات تفتقر إلى الصدق وردت ضمن اعترافات قيلت تحت التعذيب.
- إن الذين يحبون وطنهم وشعبهم يأبون أن تكون أفعالهم سبباً في ترويع الناس ودفعهم إلى الكره والنفور والاحتقان والحقد، وهذه هي البيئة التي يستشرس الأعداء لخلقها وانتشارها.
- إن من حق كل مواطن أن يعرف مصير ابنه أو أخيه أو أفراد أسرته، أما أن يعجز عن معرفة مصيرهم، فهذا يطرح سؤالاً مشروعاً: لمصلحة من يجري فعل ذلك؟ وهل هذا يؤدي إلى استقطاب تأييد الناس أم يثير كرههم واستنكارهم؟ والطامّة الكبرى حين يطلب إليهم استلام جثث أبنائهم.
وأخيراً وصل الأمر إلى تسليم هوية من قضى إلى أهله إشعاراً بأنه صار في عداد الموتى دون استلام جثته، وهذا أمر أكثر من مرعب