ضد الغلاء في السويداء
يردد الشعب السوري في السويداء أغنية شعبية تقول «شوفوا بحالتنا شو صار... من ظلم بعض التجار... ويلي رخّص سعر الدم... هو اللي رفع الأسعار... ». بهذا التكثيف الشعبي يصف فقراء السويداء تداعيات الأزمة في سورية بين أمرّين حلوهما هو الموت،
موت برصاص غرباء مأجورين يتاجرون بالله والدين والوطن لمصلحة قوى الفساد والتشدد خدمة للعدو الأساسي الغرب الاستعماري وأداته الأساسية (الكيان الصهيوني). وموت آخر على إيقاع جشع واستغلال حرامية تجار الأزمات الذين أثروا واغتنوا على حساب لقمة الفقراء المجبولة بالدم والقهر.
سنتان ونصف من التقسيم المنظم للعمل والأدوار بين القتلة المأجورين ورفاقهم في اقتسام الدم السوري حرامية التجار والحيتان الكبيرة، وإن تفهمنا عجز جهاز الدولة عن التعامل مع تجار الأزمة في المناطق غير المستقرة أمنياً فكيف لنا أن نفهم عجزه وتقاعسه وحتى تواطؤه في المناطق التي تعيش استقراراً أمنياً؟
لم يعد خافياً على أحد المأساة المعيشية التي يعانيها أهالي محافظة السويداء، حيث أن جميع المواد والسلع الاستهلاكية الأساسية لأيّة عائلة، وخاصة الغذائية منها، ارتفعت أسعارها بشكل جنوني بفعل التجار الفاسدين أصحاب الربح المتعاظم ومليارات الأزمة، فقد بادر حيتان المال والفساد لرفع أسعار السلع في محلاتهم ومستودعاتهم بحجة الارتفاع الجنوني المؤقت للدولار، وأقفلوا محلاتهم وامتنعوا عن البيع لأن البضاعة لديهم يزيد سعرها وهي في مكانها فلا حاجة لبيعها ما دامت تحقق ربحاً إضافياً، وطبعاً ينخفض سعر الدولار ولكن تبقى الأسعار مرتفعة لأن جهاز الدولة غيابه مضمون وأحياناً كثيرة مدفوع، رغم توافر الإمكانية والظرف والدعم الشعبي لفتح وتفتيش كل المستودعات والمحلات والقصاص ممن يتاجرون بالوطن.
وأمام هذا التقصير من الأجهزة المختصة بادر أهالي السويداء إيماناً منهم بأن الحياة لا تقبل فراغاً وبأن «دوام الحال من المحال» بتنظيم عريضة ضد الغلاء وارتفاع الأسعار الخانق، وتم العمل على جمع التواقيع ضد تسلط وحكم الحرامية وتجار الأزمات وسيتم تقديمها للجهة المسؤولة في جهاز الدولة عن وقف هذه الحالة اللاشرعية والتي تعتبر خيانة عظمى في حالات الأزمات الوطنية كالتي نعيشها، والتي ستؤدي في حال استمرارها إلى تفجير الوضع الأهلي في السويداء لتخرج الأمور عن العقل والسيطرة ونعيد تكرار الخطيئة للمرة الألف...!