السويداء... «المدينة المحررة..»
«المسافة بين السويداء ودمشق 100 كلم فقط، والفرق في سعر الدولار بين السويداء ودمشق 100 ل.س فقط..!»
هكذا يفهم أهالي السويداء الفروقات الخيالية في أسعار المواد والسلع بين المحافظة وغيرها من محافظات سورية، وبالفعل فإن الفرق بين سعر تصريف الدولار في المحافظة وبين سعر تصريفه في دمشق وصل إلى زيادة مقدارها 80 ل.س فعلياً.
هكذا وبكل «حريّة» يضع التجّار الأسعار التي يرونها مناسبة لعوامل الربح المتعاظم ومليارات الأزمة، السويداء اليوم محررّة من الرقابة وملاذ آمن لكل من هو حرّ بذاته: التاجر الحر، الفاسد الحر، المجرم الحر، وصولاً لمظاهر الدعارة الحرّة، مع جهاز دولة حر من كل التزاماته وعوامل بقائه كـ «جهاز دولة».
المواطن الفقير أيضاً لديه الحريّة الكاملة في الاختيار بين الموت حنقاً وغضباً وجوعاً، أو أن يعمل بحريّة تامة في تجارة السلاح و تجارة البضائع المهربّة، أو أن يصبح فرداً في عصابة لحماية أحد التجّار المرموقين وحمل السلاح وتهريب الدولار.
أية مأساة هذه التي تضع السوريين على مختلف مناطقهم وآرائهم بين خيارين مطلقين، إما الدم المباشر في القتل المباشر، أو أن يذرف السوري الدم بالتقسيط، عاجزاً مكبلاً غاضباً لا يعرف ما العمل؟؟
نعم، السويداء «آمنة» من الرصاص ولكنها تموت كل يوم..!