أطفال القامشلي الرضّع... مهددون بكارثة إنسانية بسبب نقص الحليب
تعاني محافظة الحسكة عموماً ومدينة القامشلي بشكل خاص منذ عدة شهور من نقص شديد في حليب الأطفال الرضّع، ما يهدد بكارثة إنسانية حقيقية في ظل الأزمة السورية التي تعصف بالبلاد.
وقد أثرت الأوضاع الأمنية المتردية وارتفاع حدّة المعارك في الآونة الأخيرة في عدم وصول حليب الأطفال وخاصة الأصناف «نان1- نان2- كيكوز1- كيكوز2»، التي تستعمل للرضّع حتى عمر السنة، بالإضافة إلى النقص في حليب «ببيلاك الصويا»، الذي يستعمل للأطفال الذين يعانون من سوء الامتصاص، والنقص في حليب «بري نان» الخاص بالأطفال الخدّج المفقود تماماً من أسواق المدينة.
وتعرضت بعض شحنات الحليب المتجهة إلى القامشلي للسرقة والنهب من جهات مجهولة، كان آخرها شحنة حليب لأحد مستوعات المدينة قُدّر ثمنها بمليوني ليرة سورية. ويقدر وكلاء «نستلة للحليب»- التي كانت تغطي نحو 70 بالمئة من السوق- حاجة المدينة بين 100- 200 طرد في الشهر الواحد «تعبئة الطرد الواحد 24 علبة».
ويحاول تجار الأدوية وأصحاب المستودعات تأمين الحليب بلجوئهم إلى السوق السوداء والمهربين من دول مجاورة كتركيا وإقليم كردستان العراق، إلا أن الأصناف تختلف عن تلك التي كانت متوفرة في الأسواق السورية، وأسعارها أعلى بشكل كبير؛ حيث أن سعر العلبة الواحدة كان بـ 475 ليرة سورية ويصل سعرها الآن إلى 1250 ل.س، إلا أن ما يصل إلى سوق المدينة لا يسد حاجة أطفالها، ولاسيما بعد استقبالها أعداداً كبيرة من النازحين بعد تعرض مناطقهم للقصف والدمار.
وفي هذا الصدد قال الصيدلاني «عبد العزيز العليوي»: «إن الأسابيع الأخيرة شهدت تحسناً في الكميات ولكن الأسعار في ارتفاع كبير وإن أزمة الحليب في القامشلي سبّبها جشع التجار والمهربين وقوى الفساد على المعابر الحدودية».
وتنشط في القامشلي منظمات إغاثية مدنية مستقلة، وأخرى تابعة لجهات سياسية أو حكومية، لتلبية حاجة المواطنين من حليب الأطفال إلا أنها لا تلبي حاجة المدينة. وقال عضو في منظمة مدنية للإغاثة لـ «قاسيون» إننا «نحاول تعويض النقص الشديد في السوق السورية وتلبية حاجة أطفال المدينة الرضع من مادة الحليب، إلا أن الصعوبات التي تواجهنا كبيرة، أبرزها صعوبات الطريق وتدخل المليشيات المسلحة في عملية التوزيع».