ذوو الاحتياجات الخاصة في جامعة دمشق: نقص الوسائل التعليمية في ظل غياب التنسيق بين الجهات المعنية
طلاب جامعة دمشق من ذوي الاحتياجات الخاصة قصة نجاح حملت عنوان لا يأس مع الحياة، فتفوقوا في دراستهم، متخطين كل العقبات التي فرضها واقعهم، رغم ضعف الإمكانيات والوسائل التعليمية المتوفرة لديهم في ظل غياب الدعم الكافي من الجهات الرسمية المسؤولة عنهم،
تتنوع الحالات في جامعة دمشق، بين إعاقات حركية وأخرى حسية، تشمل «الصم والبكم والمكفوفين»، لأن حاسة البصر تعتبر عنصراً أساسياً في العملية التعليمة، كان لابد من وسائل وأدوات تعليمية خاصة بالطلاب المكفوفين، تساعدهم على الكتابة والقراءة بلغتهم، في هذا الموضوع قالت الآنسة «رولا محمد» المسؤولة عن ذوي الاحتياجات الخاصة في المدينة الجامعية بدمشق.
إن مسؤولية تأمين هذه الأدوات تقع على عاتق مركز التدريب التابع لوزارة «الشؤون الاجتماعية» والتي لا تقوم بكل واجباتها بتأمين هذه المستلزمات رغم الطلبات التي وجهناها إليها فهذه الوسائل غير متوفرة في جامعة دمشق بشكل كافٍ، وإن وجدت فمنها ما هو معطل كـ «الآلة الطابعة» التي كثيراً ما تتعطل لفترات طويلة، بسبب عدم وجود كادر للصيانة، كما «الآلات الكاتبة» الخاصة بلغة «بريل» الضرورية للمكفوفين لكتابة وظائفهم والتي هي بمثابة «القلم بيد المبصر» هي الأخرى غير متوفرة بالقدر الذي يتساوى مع عدد الطلاب المكفوفين في الجامعة، من التقنيات التي يفترض توفرها للطلاب أيضاً، أو تجهيزها ببعض البرامج والتقنيات الضرورية لتلبية احتياجات المكفوفين برنامج «إبصار» إن وجدت، فالحواسب الالكترونية في الجامعة غير مزودة بمثل هذه البرامج التي تساعد في عدة أمور أهمها أنها تساعد الطالب على القراءة والكتابة بالاعتماد على الذات، من خلال حاسة السمع.
مشاكل في الامتحانات:
من المشاكل التي يصادفها الطلاب المكفوفون نتيجة عدم توفر التقنيات أثناء الامتحانات مشكلة الامتحان الشفهي حيث أن الطالب المكفوف يحتاج لسماع السؤال أكثر من مرة، خصوصاً طلاب «الأدب الإنكليزي» كما هو حال الطالب المبصر يضطر لقراءة السؤال أكثر من مرة ليستوعبه، إلا أن بعض الأساتذة الجامعيين يرفضون تكرار السؤال للطالب المكفوف أكثر من مرة، بحجة ضيق الوقت، على إجابته ورغم قدرة على الإجابة في حال أتيحت له فرصة للاستيعاب، مما يؤثر على نجاح الطالب في المقرر.
من المشاكل التعليمية التي يصادفها الطالب الجامعي، لكن في الامتحانات الكتابية، مشكلة رداءة الخط والأخطاء الإملائية التي يقع فيها، بعض الموظفين المكلفين بالكتابة عوضاً عن الطلاب المكفوفين، كما يقول الطالب «كنان طرطوسي»، طالب سنة ثالثة أدب إنكليزي في جامعة دمشق: كثيراً ما تترك أوراق بعض الطلاب دون تصحيح نتيجة عدم قدرة أستاذ المادة على فهم ما هو مكتوب نتيجة رداءة الخط، إضافة إلى أن بعض الموظفين يقعون بأخطاء إملائية فادحة توثر على نتيجة الطالب.
ولتفادي هذه العقبات، يرى الطالب «كنان» في تقنية البرامج الناطقة كـ «برنامج إبصار» التي يمكن تزويد الحواسب الالكترونية بها، حلاً ناجعاً لجميع المشاكل التعليمية التي تصادف الطلاب المكفوفين، يوفر الكثير من الجهد والوقت على الطالب والأستاذ بحيث، أن هذه البرامج تعطي الطالب إمكانية القراءة والكتابة بشكل ذاتي دون الحاجة لمساعدة من الغير.
غياب التنسيق
فيما يتعلق بالمؤسسات الحكومية والجمعيات الأهلية المسؤولة عن ذوي الاحتياجات الخاصة، كـ«وزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة التربية، ووزارة التعليم العالي»، لكن المشكلة الأكبر، تكمن في غياب التنسيق بين الجهات الرسمية المسؤولة عن هذا الأمر، مما يجعل الجهود الرسمية المبذولة غير ذات فائدة، وتضيف الآنسة «رولا» تقدمنا بطلب للجهات الرسمية لإنشاء هيئة خاصة تكون مهمتها التنسيق بين معظم الوزارات والجمعيات المسؤولة عن رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بهدف تنظيم جميع الجهود بما يعود بالفائدة على هذه الشريحة من المجتمع.