حرب التجارة قد تهدد الطلب النفطي في 2019

حرب التجارة قد تهدد الطلب النفطي في 2019

فيما تزداد المحاذير من آثار الحروب التجارية على الطلب النفطي، خصوصاً مع تراجع الإمدادات المتوقَّع في ظل العقوبات الأميركية الوشيكة على النفط الإيراني، دعا محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة «أوبك»، إلى التعاون بين المنظمة والدول غير الأعضاء، محذراً من أن الإخفاق في ذلك قد يفضي إلى الأزمة تلو الأخرى.

وقال باركيندو خلال مناسبة تنظمها شركة النفط والغاز الإسبانية (ثيبسا) في مدريد، أمس، إنه «من المهم أن تتعاون (أوبك) والدول غير الأعضاء فيها بحيث لا ننزلق من أزمة إلى أخرى».
وقال باركيندو مستشهداً بتقرير توقعات سوق النفط العالمية في المدى الطويل الذي أصدرته «أوبك» يوم الأحد، إنه من المتوقع نمو الطلب العالمي على الطاقة 33% حتى عام 2040. موضحاً أن النفط سيظل يضطلع بدور مهيمن في مزيج الطاقة في المستقبل المنظور.
من جهة أخرى، قال مسؤول تنفيذي كبير في مجموعة النفط والطاقة الفرنسية «توتال» أمس، إن عجز النفط في آسيا سيزيد إلى 35 مليون برميل يومياً بحلول 2025، بارتفاع نسبته نحو 30% عن المستوى الحالي البالغ 27 مليون برميل يومياً، مما سيعزز اختلالات تدفقات التجارة العالمية.
وقال توماس وايميل رئيس التجارة والشحن في الشركة، إنه في الوقت ذاته ستنخفض واردات أوروبا 10 ملايين برميل يومياً، بينما ستزيد الصادرات من أميركا الشمالية والشرق الأوسط.
وذكر وايميل خلال مؤتمر «البترول لآسيا والمحيط الهادي» في سنغافورة، أن الولايات المتحدة ستصدّر النفط الصخري، لكن مصافيها ستواصل استيراد درجات الخامات العالية الكبريت المتوسطة والثقيلة. وأضاف أن التغييرات التنظيمية مثل القواعد التي ستطبقها المنظمة البحرية الدولية عام 2020، والتي ستضع سقفاً لمحتوى الكبريت في وقود السفن، ستكون محركاً آخَر للنمو وتغير التدفقات التجارية.
وقال وايميل: «تدفقات زيت الوقود ستنخفض. في الوقت ذاته ستحتاج صناعة الشحن إلى نواتج التقطير... لذا ستجذب أوروبا وسنغافورة المزيد من نواتج التقطير». وأشار إلى أن الطلب سيزيد على الخام الخفيف المنخفض الكبريت، بينما ستحتاج الخامات الثقيلة العالية الكبريت إلى مصافٍ متطورة تعالجها.
في غضون ذلك، قالت مديرة تداول النفط في آسيا لدى «بي بي» إن العقوبات الأميركية على إيران ستؤدي إلى شح حاد في إمدادات النفط العالمية حتى نهاية العام، لكنْ ثمة خطر يتهدد الطلب العالمي ويلوح في 2019 من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ويتفاقم تناقص الإنتاج في فنزويلا بسبب العقوبات المفروضة عليها، في حين تؤدي التعطيلات في نيجيريا وليبيا إلى مزيد من شح الإمدادات، حسبما ذكرت كونغ، وذلك في الوقت الذي يجد فيه «برنت» دعماً فوق 80 دولاراً للبرميل.