وفد رسمي أميركي في بكين «لتفادي حرب تجارية»
توجه وفد أميركي رفيع المستوى بقيادة وزير الخزانة ستيف منوتشين إلى بكين أمس، لمحاولة إيجاد تسوية للخلافات بين البلدين، سعياً إلى تفادي حرب تجارية. وبعد تنديده منذ أشهر بالعجز التجاري الأميركي الضخم تجاه الصين وبممارسات بكين التجارية «غير النزيهة»، أوفد ترامب وزيره لإجراء مفاوضات بغية التوصل إلى تسوية. ورافق منوتشين وزير التجارة ويلبور روس وممثل التجارة روبرت لايتهايزر وكبير المستشارين التجاريين في البيت الابيض لاري كادلو.
وأقر لايتهايزر أول من أمس قبل انطلاقه إلى بكين بأن «قائمة المسائل الإشكالية طويلة، وهذا تحد كبير جداً». وقال منوتشين لشبكة «فوكس نيوز»: «لا أريد التكهن بما سيحصل أو لا يحصل، إننا نتوجه إلى هناك لإجراء مناقشات صريحة»، معرباً عن «تفاؤل حذر». ويسعى ترامب إلى حمل العملاق الآسيوي على فتح أسواقه أكثر أمام المنتجات الأميركية، مطالباً بخفض العجز في المبادلات التجارية مع بكين بمقدار 100 بليون دولار، بعدما وصل إلى 375 بليوناً عام 2017. وتعتزم الولايات المتحدة تعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية ومنع الصين من إلزام الشركات العاملة فيها بتأسيس شركات محاصة «قسرية»، وهي ممارسات تهدف إلى نقل المهارة والتكنولوجيا الأميركية، يندد بها أيضاً الأوروبيون. وقال ويلبور روس لشبكة «سي أن بي سي» إن «ترامب أعرب عن وجهة نظره بوضوح، وحان الوقت للتحرك، فعجزنا التجاري أكبر مما يجب، وهو مستمر ومزمن أكثر مما يمكن احتماله».
وبعدما فرضت الإدارة الأميركية على الصين في نهاية آذار (مارس) الماضي رسوماً جمركية على صادراتها نسبتها 25 في المئة للصلب و10 في المئة للألومنيوم، تواجه الصين الآن تهديد رسوم جمركية جديدة قد تفرض اعتباراً من 22 الجاري وفق ممثل التجارة، وتطاول ما قيمته 50 بليون دولار من المنتجات المصدرة إلى الولايات المتحدة.
ولفت روس إلى أن «الصين ستخسر أكثر من الولايات المتحدة جراء نزاع تجاري، فنحن الذين نتكبد العجز، وهذا يعني في نهاية المطاف أنهم سيخسرون أكثر منا»، مشيراً إلى أن هدف الولايات المتحدة ليس «الانتحار». وقال «لا نريد أن نراهم يهلكون، ولا أن نهلك نحن أنفسنا»، في وقت بات اقتصاد البلدين مترابطاً في شكل وثيق. ولم يتطرق الكثير من المعلومات حول برنامج الوفد الأميركي في الصين، واكتفى روس بتوضيح أنهم سيلتقون اليوم وغداً نظراءهم الصينيين، وأن مدة الزيارة سيحددها التقدم الذي ستحرزه المفاوضات. وقال: «لن أذهب إلى هناك لو لم أكن على قناعة بوجود بعض الأمل بإحراز تقدم».
وشدد لايتهايزر على أن «الملكية الفكرية هي النقطة الشائكة الأكبر المطروحة بين البلدين في ضوء خطة الصين 2025 لتطوير القطاع الصناعي»، موضحاً أن «هذه السياسة تطمح إلى امتلاك شركات وطنية كبرى في كل أنحاء العالم». وأضاف: «هذا ما حصل مع الفولاذ والألومنيوم وأشباه الموصلات، والآن يريدون القيام بالأمر ذاته في كل المجالات».
وكان لايتهايزر وصف المشكلات بين البلدين بأنها بالغة، لا سيما في ضوء ممارسات صينية تقوض قدرة الولايات المتحدة على التموضع في مجال اقتصاد المستقبل، ومن ضمن هذه الممارسات النقل القسري للتكنولوجيا وصولاً حتى إلى سرقة التكنولوجيا.
وقال خلال مؤتمر أميركي صيني للأعمال: «هم يستخدمون قوانينهم للحصول على تكنولوجيا من دون دفع ثمنها».
وعلقت الصين بـ «إيجابية» على زيارة الوفد الأميركي الرفيع المستوى، بعدما كان الرئيس شي جينبينغ أعلن في 9 نيسان (أبريل) الماضي أن بلاده «ستدخل مرحلة جديدة من الانفتاح، فالصين لا تسعى إلى تحقيق فائض تجاري ونأمل بصدق في تعزيز وارداتنا». وتعهد بخفض الرسوم الجمركية الصينية «بنسبة كبيرة» خلال العام الحالي على واردات السيارات و«منتجات أخرى».
وإذ أثنى ترامب على هذا «الكلام اللطيف»، رأى أن هناك «فرصة جيدة جداً للتوصل إلى اتفاق مع الصين، على رغم أن هذا البلد غير منفتح حالياً». وأضاف: «هم يجرون صفقات تجارية معنا، ولكننا لا نجري صفقات تجارية معهم».