عمالقة صناعة السيارات أمام مفترق طرق للحاق بالتطور
تعتبر شركتا «فولكس فاغن» ومجموعة «فيات كرايسلر» (إف سي إيه) من بين أبرز الشركات الأوروبية التي تستعد لخوض تحديات مصيرية هذا العام... فإلى جانب قرارهما تحسين إدارة رؤوس أموالها، يبرز اليوم مفهوم جديد في عالم السيارات، وهو القيادة المؤتمتة (دون سائق)، علاوة على اقتحام السيارات الكهربائية الأسواق بقوة، بما ينبئ بظهور جيل جديد من الإنتاج والتجارة.
ويقول مارك روس، خبير صناعة السيارات في هامبورغ، إن هربرت ديس، مدير أعمال شركة «فولكس فاغن» الجديد، يشدّد على أهمية إحداث تحوّل جذري في استراتيجية الشركة الألمانية بعد أن تعرضت للإفلاس جراء فضيحة «ديزل غايت» في عام 2015، التي استدعت تدخلاً مباشراً من حكومة برلين لتقديم الدعم المالي. وعلى الرغم من صراعها مع الموت الصناعي والتجاري، خرجت «فولكس فاغن» سليمة من هذه الفضيحة لتستعيد توازنها التجاري في خلال عامين ونصف العام.
أما شركة «إف سي إيه»، وهي وليدة شركة «فيات» الإيطالية و«كرايسلر» الأميركية، فقد خضعت لإدارة مشتركة فاشلة من شركتي «دايملر» و«سيربيروس»، في محاولة لمكافحة انهيار صناعة السيارات الأميركية، ويقول روس إنها قررت فصل أعمالها التجارية وأقسامها الإنتاجية إلى وحدات صغيرة ومتوسطة الحجم.
وبرأيه أن إعادة القيمة السوقية لأي شركة إنتاج سيارات إلى طبيعتها السابقة تستوجب استثمارات جديدة ودورية لتسويق جيل جديد من السيارات الكهربائية والهجين (التي تعمل على الكهرباء والبنزين معاً)، وتلك القادرة على قيادة نفسها من دون سائق بشري.
من جانبه، يؤكد فولف شنايدر، خبير سوق السيارات في ميونيخ، على أن وتيرة التنافس بين شركات إنتاج السيارات في العالم أسهمت في مضاعفة الاستثمارات في العامين الأخيرين.
وتراهن «فولكس فاغن» على استثمار ما لا يقل عن 500 مليون يورو لتوطيد قوتها التنافسية في صناعة العربات الكهربائية، وهذا ما لم تفعله سابقاً عندما كانت تنصب استثماراتها على التكنولوجيا الإنتاجية لتعزيز جودة منتجاتها الآلية.