البرامج التعليمية: من حكايات ألف ليلة وليلة..!
مشكلة المناهج وتحديثها وإعدادها وطباعتها ليست جديدة
محمد كامل محمد كامل

البرامج التعليمية: من حكايات ألف ليلة وليلة..!

تصاعدت الحملة تجاه البرامج التعليمية، وبين التبريرات والتهرب من المسؤولية ضاعت حقوق الطلاب وأولياء الأمور بين المسؤولين والمنفذين وعلى الأغلب سيذهب البعض ضحية وكبش فداء لقوى النهب والفساد، ولو أن هذا لن يعفيهم من مسؤوليتهم ليست القانونية فقط، وإنما الوطنية والاجتماعية..!

بعيداً عن السجال والتبريرات والتهرب من تحمل المسؤولية، وعدم المحاسبة الفعلية والجدية، أتحفنا وزير التربية بتبريرات، والتي يقال عنها بأبسط تعبير «العذر أقبح من الذنب» ثم أتبعها المدير العام لمؤسسة الكتب والمطبوعات المدرسية بما يقاربها وما يشابهها على قناة «الإخبارية السورية» صباح الأحد 17/9 وكذلك في اتصالات مشابهة على إذاعة «شام FM»

تناقضات
الأنكى من ذلك أن مدير المطبوعات المدرسية على الشاشة ذاتها، أكد أن الكتب متوفرة ووفق الحاجة في المدارس وفي مراكز ومنافذ بيع الكتب بكمياتٍ كافية وفي مختلف المحافظات بما فيها حلب وحتى دير الزور، وحتى لا نكون متجنين، اليوم الأحد في مركز توزيع الكتب في تقاطع شارع بغداد، أكد المسؤولين والبائعين في المركز وهو في العاصمة دمشق عدم وجود أية نسخةٍ من كتب الأول الثانوي (العاشر)، بل وطلبوا من كل ولي أمر تقديم شكوى كتابية، وتجمعت عشرات الشكاوى الخطية لدى المركز، وبادروا لنقلها، ومنها ما هو موجه لمدير مؤسسة المطبوعات والكتب المدرسية ومنها ما هو موجه لوزير التربية.

وقائع لا يمكن إغفالها
الكتب المدرسية، وخاصةً البرامج الجديدة للصف العاشر، توفر جزء منها في المدارس، ثم لم يبق شيء منها، وكذلك في مراكز التوزيع في المزرعة والروضة وفي نفق جامعة دمشق، وشكاوى الأهالي وقبولها من المسؤولين عن مراكز التوزيع تؤكد ذلك ولو أنها لتبرئة النفس أمام ضغط الأهالي في بعضها وبعضها الآخر ناجم عن حساس حقيقي بحجم المشكلة وانعكاساتها على العملية التعليمية والتربوية وحتى الاجتماعية.

تهرب من المسؤولية
الوزير في البداية قدم تبريرات، ومن ثم شكل لجنة للتحقيق، ثم أصدر قراراً بإحالة المسؤولين إلى الرقابة الداخلية، قبل أن تعلن اللجنة المشكلة نتائج تحقيقها.!؟

المسالة أعمق
إن مشكلة المناهج وتحديثها وإعدادها وطباعتها ليست جديدة، وسبق أن قام وزير التربية الأسبق، علي سعد، بالخطوة ذاتها، واعتمد على برامج معدة في دول أخرى بعيداً عن ظروف سورية وحاجتها، وإنما وفق قوى مهيمنة فرضت حتى طباعتها خارج مطابع وزارة التربية، وحتى المطابع الموجودة في سورية، وطبعت في لبنان ومرّ ذلك مرور الكرام.