بصراحة: لا يموت حق وراء مطالب!
دائماً تشكل نقابات دمشق حالةً متقدمةً، بما يطرحه العديد من كوادرها في المؤتمرات أو خارجها، قياساً بالواقع النقابي العام السائد، وهذا طبيعي كون نقابات دمشق تعمل في قطاع واسع من المراكز الإنتاجية والخدمية، وهذا يجعل القضايا العمالية بارزةً بشكل أوضح، وبالتالي حجم المعاناة سواء فيما يتعلق بقضايا الإنتاج ومستلزمات تشغيل المعامل، أو ما يتعلق بمستوى الأجور والوضع المعيشي وارتفاع الأسعار، الذي أشار إليه المكتب المركزي للإحصاء، حيث قدر نسبة ارتفاع الأسعار بين آب 2015 – 2016 51% ونحن نعتقد أن نسبة الارتفاع تفوق تقديرات مكتب الإحصاء المركزي، ولكن مع هذا فهو إقرار من الحكومة بالارتفاع الكبير للأسعار في الوقت الذي بقيت قيمة الأجور الاسمية على حالها، بينما القيمة الفعلية انخفضت بنسب كبيرة.
ما نود أن نقوله في هذا السياق: إن من أدلى بدلوه في مؤتمر اتحاد دمشق من كوادر نقابية كانت تعي ما تقوله، وتعبر عنه وهي لم تطرح موقفها من أجل أن تستعرض في هذا المقام بل لتؤكد وتوثق عدم رضاها وعدم قبولها بالأمر المفروض عليها سواء فيما يتعلق بمستوى معيشتها أو بمكان عملها وأيضاً لتوجه رسالةً مباشرةً لمن حضر من « القيادات » مفادها: أن الطبقة العاملة تملك الوعي الكافي بمصالحها المنتهكة من السياسات الليبرالية الاقتصادية والاجتماعية وهي تملك الجرأة للإعلان عن عدم رضاها وسخطها مما بُيّت وما زال يُبيّتُ لها عبر ما تقوم به الحكومة من توجهات محصلتها النهائية تسليم مفاتيح الاقتصاد الوطني بشكل كلي وسافر لناهبيه وهذا التوجس من خطوات الحكومة قد عبروا عنها بصراحة ووضوح ليس هذا فحسب بل إن العمال وبعض ممثليهم بدؤوا يلوحون بأدواتهم المشروعة كشكل من أشكال الدفاع عن المصالح والحقوق.
لقد كانت في المؤتمر عناوين بارزة طرحتها بعض الكوادر العمالية، عكست حجم المأساة التي تعيشها الطبقة العاملة في قطاع الدولة والقطاع الخاص وهي زيادة الأجور وإلغاء ضريبة الدخل حيث الأجر لا يكفي تكاليف المعيشة والعنوان المهم الآخر هو: الدفاع عن قطاع الدولة بمواجهة قانون التشاركية وقوانين الاستثمار الأخرى والعنوان الأبرز في تلك الطروحات المطالبة بحق الإضراب، الذي هو أحد أشكال الرد على انتهاكات الحكومة وأرباب العمل لحقوق العمال والقضية الهامة أيضاً أموال العمال في التأمينات التي سحبت وأصبحت التأمينات على كف عفريت، وقريبة من إعلان إفلاسها.
هذه رسائل الطبقة العاملة السورية.. المارد بدأ يتململ في قمقمه... سنعيش ونرى متى يتحرك؟