صحنايا .. بشرى خير وتهكم!
مع صباح هذا اليوم دخلت المعدات وورشات العمل من أجل ترقيع قطعة من طريق الكازية بصحنايا بقميص اسفلتي جديد. هذا الطريق السيء والمحفر منذ سنوات، والذي عانى منه الأهالي الذين تقدموا بالعديد من الشكاوي بشأنه سابقاً، إلى كل من بلديتي صحنايا والأشرفية، بالإضافة إلى محافظة ريف دمشق، إضافة إلى العديد من الشكاوي الأخرى بشأن التدني بالخدمات العامة في المنطقة.
على الرغم من قلة أهمية مثل هذا الحدث عند الحديث عن تضافر إمكانات بلديتين ومحافظة بشأنه، ولكن بالنسبة للأهالي كان وقع الخبر مفرحاً بعد طول انتظار ومعاناة، مع الكثير من التهكم الذي ظهر على وجوههم وعبر أحاديثهم، حيث قال رامي، وهو طالب جامعي: «وأخيراً.. بدها برافو كبيرة.. المهم ما ينسو شبكات المي والكهربا والصرف الصحي هلأ، ويتذكروها بعدين ويرجعوا يحفروا من جديد».
مازن، صاحب محل، قال: «مالي مصدق عيوني.. مالهم حق.. يستنوا خمس سنين كمان.. بركي بتخلص الأزمة فرد مرة».
أبو عهد، موظف، قال: «إذا بعد كل هالسنين قرروا يعملوا صيانة لشقفة طريق.. أديش بدنا نستنا حتى يحلولنا مشكلة المي».
يشار إلى أن معاناة أهالي صحنايا والأشرفية لم تقف عند حدود الترقيع بقميص زفت جديد لقطعة من طريق داخل البلدة، بل معاناتهم الأهم هي على مستوى تأمين المياه، سواء للشرب أو للغسيل، حيث ما زالت مشكلة المياه هي الهاجس الأكبر بالنسبة لهم، خاصة وأن تكاليف التعبئة بالصهاريج باتت مرتفعة، حيث كل 5 براميل تكلف بحدود 2000 ليرة، وهي كمية تكاد لا تكفي أسبوعاً رغم التشدد بالترشيد والتقنين بالاستهلاك، وهذه المياه ليست للشرب وإنما لغيرها من الاستعمالات، وقد سمعوا الكثير من الوعود خلال السنوات الماضية عن إمكانية الحل النهائي لهذه المشكلة ولكن دون جدوى، حيث تأتي المياه عبر الشبكات النظامية كل أسبوع مرة واحدة، ولعدد محدود من الساعات فقط، ناهيك عن واقع التقنين بالكهرباء الذي يكون معيقاً لتعبئة مياه الشرب.
على الرغم من كل المعاناة، من نقص الخدمات العامة وتدنيها، وحالة الإهمال وعدم الاهتمام من قبل بلديتي صحنايا والأشرفية في معالجتها، إلا أن رؤية الورشات تعمل داخل
البلدة كانت بشرى خير بالنسبة للأهالي، متأملين أن تستكمل فرحتهم بمعالجة كل أسباب معاناتهم المزمنة، من المياه إلى الكهرباء إلى شبكة الصرف الصحي، مروراً بالقمامة وليس انتهاءً بالمواصلات.