يا ولاد محارب.. لولا.. و«الدورة بمية»!
«أديش بدي أعطي ولادي عيدية حتى ينبسطوا ويحسوا بالعيد، إذا كانت ركبة المرجوحة بـ 100 ليرة وفي ألعاب تانية بـ 300 ليرة، هاد غير إذا بدي اشتريلهم شي لعبة.. أرخص لعبة حقها فوق الـ 1000 ليرة، معقول هالحكي!»
هذا ما قاله أبو أحمد الذي كان مع أطفاله الثلاثة في المكان المخصص لألعاب الأطفال بالعيد بمنطقة ركن الدين جانب جامع صلاح الدين بدمشق.
وعقب قائلاً: «اسقالله أيام الربع ليرة والخمس قروش، هلأ الولد بدو بيوم العيد شي 1000 ليرة وبحس حالو ما عيد، والله شي بيكفر، عم يسرقونا ويسرقوا الولاد وفرحتهم عيني عينك، ما عادو شبعو».
أم سامر، امرأة ستينية تصطحب معها حفيدتها الصغيرة، قالت: «جايبة حفيدتي لهون مشان ركبها بالمراجيح وفرحها بالعيد، أحفادي اللي أكبر راحو لحالهم، الله يخليلك اللي عندك، بس والله ما عاد في رحمة، تورطت وجبتها معي، ع 100 من هون و 200 من هنيك، صرت دافعة أكتر من 1000 ليرة، وما صرلي نص ساعة بس، والولد بيتسلط وما في شي يقنعو، شو نعمل.. الله بعين، بس التوبة ما عاد عيدا».
في المكان ازدحام شديد بالأطفال، وصراخ وتعالي أصوات تكاد لا تدرك مصدره، أجور ألعاب الأطفال تتراوح بين 100 ليرة والـ 300 ليرة، وقد عمد المشغلين على هذه الألعاب إلى تخفيض المدة الزمنية إلى الحدود القصوى من أجل عدم الاكتفاء بدورة واحدة للطفل، في استهلاك واستنزاف لما يملكه الأطفال من نقود بأسرع وقت ممكن، وكثيراً ما تسمع عبارة «مشان الله، دورة تانية وبس» وذلك على لسان الأطفال موجهة لمن يصحبهم من الكبار.
يشار إلى أن المحافظة كانت قد حددت الأماكن المخصصة لألعاب الأطفال بالعيد، ولكن بالمقابل لا يوجد أي رقابة على الأجور التي يتقاضاها مشغلو ومستثمرو هذه الألعاب..