الربح على حساب الموتى..!
أحمد رامي أحمد رامي

الربح على حساب الموتى..!

مع صباح كل عيد يتوافد المئات لزيارة المقابر، ولا بد من أن يصطحب الزائر نبتة الآس، لوضعها على القبور، من أجل التزيين ومن أجل اضفاء الحياة والروحانية على القبور، وهي عادة اجتماعية دارجة.

 

 بعض الأشخاص يستفيدون من موسم الأعياد من أجل تحقيق الأرباح عن طريق بيع تلك النبتة، ولكن هذه التجارة كغيرها من التجارات سيطر عليها الجشع والطمع والاستغلال، وخاصة لطابعها الموسمي، حيث تراوح سعر ربطة الآس بين 50 و150 ليرة، حسب عدد الأغصان وطولها، علماً ألا فرق واضحاً بينها بالمحصلة.

الملفت للنظر بهذه المناسبة أيضاً تعميم الجشع والاستغلال على بيع أشرطة الربط وعبوات المياه، والتي يقوم بها بعض الأطفال المنتشرين حول المقابر وبداخلها، حيث بدأ هؤلاء بتقمص دور الاستغلال حسبما تم تلقينهم من قبل مشغليهم، أو حسبما تعلموه بخبرتهم الطفولية من حركة السوق.. مع أنّ المحصلة هي أن عمل هؤلاء الأطفال أنفسهم ليس إلا موضوع استغلال لمشغليهم..

طفلة صغيرة تضع على عنقها العديد من تلك الأشرطة تقول للمارة والزائرين: «عمو خود من عندي الله يخليك» في منافسة مباشرة مع أقرانها من البائعين الصغار، وعند سؤالها عن السعر تقول: «أد ما بدك عمو».. منهم من يعطيها 50 ليرة، ومنهم من يعطيها 100 ليرة وهكذا، ولكن بالمقابل فهي لا تقبل بأقل من 25 ليرة كثمن للربطة عند اللزوم، في حين بقية الأطفال المنتشرين يبيعون بالسعر مباشرة عند الطلب، ويقولون بـ 25 ليرة.

 

بالنتيجة فإن الاستغلال لم يسلم منه لا صغير ولا كبير، ولا حتى من هم داخل القبور.