طريق دمشق- السلمية- الرقة- حلب- دير الزور.. إذلال ومخاطر عديدة
نزار عادلة نزار عادلة

طريق دمشق- السلمية- الرقة- حلب- دير الزور.. إذلال ومخاطر عديدة

منذ ثلاثة أعوام بالتحديد، وسكان عشرات القرى، شرقي مدينة السلمية، تم تهجيرهم من قراهم وأراضيهم الزراعية، واستأجروا بيوتاً لهم في السلمية، ويعيشون على الكفاف، بعد أن حرموا من زراعة أراضيهم ومن بيوتهم..!

من السلمية حتى محافظة الرقة 160 كم، تنتشر في هذه المسافة عشرات القرى الزراعية: (بري- عقارب-أبو حبيلات-الحرداتة- تل جديد- صبورة- الشيخ هلال) وعشرات القرى الأخرى.

لقد قامت المجموعات المسلحة، باقتحام أكثر هذه القرى واستولت على البيوت والمزارع، وقامت بأعمال قتل وخطف ونهب، وحرقت عشرات الآلاف من الدونمات المزروعة بالقمح والشعير والزيتون... وفي مواجهة هذه المجموعات المسلحة وبالتحديد في قرية مفكر الشرقي تتموضع مجموعات من اللجان الشعبية، ويتم تبادل إطلاق العيارات النارية يومياً مع هذه المجموعات.

وفي غربي مدينة السلمية «مزارع السطحيات»، والتي تبعد عن مركز المدينة ستة كيلو مترات، منذ أكثر من عام والاشتباكات شبه يومية، في هذه المزارع وما حولها، بين المجموعات المسلحة داخل هذه المزارع، والتي تحاول التقدم إلى مركز المدينة في السلمية ويتم صدّها من قبل متطوعين من أهالي البلدة، وعلى الطريق بين السلمية وحماة 35 كم تقع قرى (تل الدره- الكافات- الجنان) وقرى أخرى. وقد شهدت هذه القرى أيضاً اشتباكات وتفجيرات أدت إلى مقتل العشرات.

وبين حمص والسلمية قرى زراعية (خنيفس- شطاري- تل عمري- جب الجراح- أم العمد) وقرى أخرى عديدة.. وتشهد هذه القرى أيضاً اشتباكات واعتداءات وعبوات ناسفة من قبل جهات غير معروفة.

 

رعب وقلق في قلب السلمية..!

وفي قلب السلمية، نصل إلى المأساة الحقيقية التي تعيشها هذه المدينة منذ أكثر من عامين، كالخطف وطلب الفدية ثم القتل، وكان آخر هذه الجرائم قتل عائلة بكاملها من سبعة أشخاص وسرقة أغنامهم وهم في مزرعتهم، وهي لا تبعد عن وسط المدينة أكثر من 2 كم، وسبق ذلك مقتل عائلة أبو قاسم هذه، مقتل العشرات، وكذلك خطف عشرات النساء وطلب فدية، بل يعيش سكان المدينة حالة القلق والترقب، من خلال أخبار تتوارد يومياً، عن وصول «داعش» إلى أطراف البلدة، ويواكب ذلك إطلاق نار غزير، ودعوات للهجرة من المدينة أمام الأخطار وأمام ما هو قادم..!

وعلى أطراف مدينة السلمية، أي مسافة كيلو متر واحد عن مركز المدينة، تنتشر عشرات المزارع، وكانت تقام فيها منذ أعوام 2002- وحتى 2008 ندوات فكرية وسياسية واقتصادية بحضور فعاليات سياسية هامة، وقد منعت هذه الفعاليات منذ بداية الأحداث قبل ثلاث سنوات، وتم نهب وسرقة أكثر هذه المزارع من قبل عصابات وميلشيات مسلحة..؟

 

ابتزاز الركاب على الطريق الدولي..!

الطريق الدولي الذي يصل المنطقة الشرقية- الشمالية بدمشق العاصمة، والذي يمر على أطراف بلدة السلمية، المئات من الشاحنات والباصات والآليات الصغيرة والكبيرة التي تعبر يومياً على الطريق بين حمص والسلمية- 45 كم يستغرق السير عليه- والقادمة من الرقة ودير الزور والحسكة وحلب، أكثر من ساعة ونصف (اتجاه واحد)، ومليء بالحفر والمطبات، وبين حماة والسلمية (30 كم) أيضاً اتجاه واحد، ويشهد حوادث سير مروعة يومياً.

والأخطر أيضاً، أنّ المجموعات المسلحة، تنتشر على أطراف هذا الطريق في السلمية، وتقوم بأعمال السلب والنهب والقتل وطلب إتاوات، ومن العرف العام أن يدفع الراكب المسافر في البولمان إلى حلب والمنطقة الشرقية مبلغ 1500 ل.س على الماشي، أما الشاحنات المحملة بالخضار ومواد أخرى، فإن إتاوتها أكثر من ذلك بكثير .

 

سلمية مدينة الرعب

كانت المدينة تضم ما بين 180 و200 ألف مواطن قبل الأحداث الدامية في سورية، وخلال السنوات الثلاث أصبحت تضم أكثر من 600 ألف إنسان، بعد أن نزح إليها المواطنون من مختلف المناطق الساخنة، وفوق كل ذلك تعاني من انقطاع مياه الشرب بشكل متكرر، وفي أحيان عديدة لمدة أكثر من شهر، مع انقطاع التيار الكهربائي يومياً لساعات، وانقطاع شبه دائم للمازوت والبنزين.

وقد تأثرت مصالح اقتصادية وتجارية عديدة، وتوقفت عن العمل، وتضاعفت أعداد العاطلين عن العمل، ووصل عدد المهاجرين من البلدة إلى ألمانيا ودول أوربية أخرى إلى أكثر من 14 ألف مواطن..!

المافيات والسماسرة في تركيا واليونان، افتتحوا مكاتب لهم تتاجر بأرواح البشر، وكان بعضهم يعمل في السفارات السورية، قبل اندلاع الأحداث الدامية في سورية..؟

أهالي السلمية يتساءلون بمرارة

- كيف يتم خطف العشرات من الشباب والنساء.؟

- من يقوم بسرقة المزارع المحيطة بالبلدة.؟

- وكيف يتم استهداف المدينة بعبوات ناسفة وتفجيرات أدت إلى عشرات الضحايا.؟

- من يطلق النار عشوائياً دون أي سبب.؟

- من يفتعل الأزمات اليومية لنقص المازوت وأزمة البنزين وانقطاع المياه.؟

أسئلة عديدة يطرحها المواطنون، وتطرح نفسها، ولم نجد لها جواباً، وإذا وجدنا جواباً فإن أهالي وسكان السلمية يطالبون الجهات الحكومية بوضع حد لهؤلاء وكشفهم.

كما أنّ أصحاب الأراضي الزراعية في عشرات القرى شرقي السلمية، والمهجرون منها منذ أكثر من عامين إلى السلمية، بعد أن حرقت محاصيلهم الزراعية، وسرقت بيوتهم.. يناشدون الجهات الحكومية، ليس في تقديم المساعدات الإنسانية - وهي غير موجودة أصلاً- وضمان عودتهم إلى أراضيهم وبيوتهم بعد سنوات من والمعاناة والتشرد

 

 

*تنويه: 

توفي الإعلامي المخضرم نزار عادلة في مدينة دمشق بتاريخ 14/10/2014. وكان الراحل قد كتب عدداً من المواد الصحفية لنشرها في صحيفة «قاسيون» قبيل وفاته.