انتصار ترامب ونهاية النيوليبرالية؟
سلمى عبد الله سلمى عبد الله

انتصار ترامب ونهاية النيوليبرالية؟

بعيداً عن الألعاب الانتخابية وما تتضمنه من أدوات، هنالك حاجة لفهم الاتجاه العام التصويتيّ لدى الشعوب الغربية، ليس فقط في حالة ترامب قبل أيام، بل وأيضاً في حالات متعاقبة خلال السنوات القليلة الماضية في أوروبا، التي قيل إن «اليمين» قد صعد بنتيجتها؛ ونضع اليمين بين قوسين لأن «اليسار» و«اليمين» في الغرب، بمعظمهما «يمين».

ما هي الأمور الأساسية التي يطرحها هذا «اليمين» الصاعد؟

1- يقف ضد الأجندة النيوليبرالية الثقافية (خاصة ضد التطرف في مسائل المثليين والتحول الجنسي وإلخ) ويناصر قيم العائلة التقليدية.

2- يقف مع الحمائية الاقتصادية، أي بالضد من الأجندة النيوليبرالية الاقتصادية الخارقة للحدود ولسيادات الدول التي تخدم مصلحة المركز المالي العالمي.

3- يقف ضد الأجندة النيوليبرالية «اللادولتية»، أي ضد إضعاف جهاز الدولة وإضعاف أجهزة القوة فيه.

4- يقف ضد المهاجرين وضد الهجرة، أي ضد حركة قوة العمل وفقاً للوصفات التي تكرسها النيوليبرالية في عملية هجرة العقول وإدارة الكوكب بأكمله بوصفه بلداً واحداً تحت سيطرة حكومة عالمية واحدة.

وبكلمة، فإن التصويت الشعبي الصاعد في الدول الغربية، وبعيداً عن التصنيفات الشكلية بين يمين ويسار، يسطر فعلياً نهاية مرحلة النيوليبرالية التي بدأت مطلع الثمانينيات مع تاتشر وريغان.

انتصار ترامب هو بداية نهاية سريعة لحقبة النيوليبرالية؛ إذ ستكبر كرة الثلج سريعاً خلال الأعوام الأربعة القادمة في جملة الانتخابات المقبلة في أوروبا. ولكن المسألة الأساسية ستتمثل بالتالي: محاولات ترامب أو غيره ممن يسمون «يميناً» في أوروبا، بالارتداد عن النيوليبرالية، هي بالضبط محاولة للعودة بالتاريخ إلى الوراء، ولذا فهي محكومة بالضرورة بالفشل... وبين محاولات النيوليبرالية البقاء على قيد الحياة، وبين محاولات الارتداد عنها نحو الماضي، يصبح الطريق مفتوحاً موضوعياً نحو «انبثاق الشعاع الثالث»... أي نحو بداية الانتقال إلى تشكيلة اقتصادية-اجتماعية مختلفة جذرياً...

آخر تعديل على الخميس, 07 تشرين2/نوفمبر 2024 14:14