مهرجان الشباب العالمي يعود لتألقه مجدداً

مهرجان الشباب العالمي يعود لتألقه مجدداً

انطلقت فكرة المهرجان العالمي للشباب في لندن عام 1945، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ومع تأسيس اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي WFDY؛ وهو منظمة شبابية عالمية تضم في صفوفها عشرات التنظيمات الشبابية من مختلف أرجاء العالم. تعرف عن نفسها بأنها منظمة شبابية عالمية معادية للإمبريالية، لذا تضم في صفوفها تيارات شبابية متنوعة يغلب عليها الطابع اليساري والتقدمي والتحرري.

وللاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي علاقات استشارية مع الأمم المتحدة من خلال المجلس الاقتصادي الاجتماعي وعلاقات عمل مع منظمة اليونسكو.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1945، ودحر النازية على أيدي قوات الحلفاء، برز الاتحاد السوفييتي كقوة عظمى في العالم وتشكلت منظومة الدول الاشتراكية، واتسعت رقعة النضال الوطني ضد الهيمنة الاستعمارية والقوى الاستبدادية في العديد من بلدان العالم بقيادة حركات التحرر الوطني التي سوف تحصل على الدعم والمساندة من قبل الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية. وتصاعد دور اليسار وتحديداً الأحزاب الشيوعية والعمالية. وجرى تحفيز قيادتها للتحولات الثورية والديمقراطية لاحقاً في أكثر من بلد في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. فتشكلت العديد من المنظمات والاتحادات الخاصة بالشبيبة في تلك القارات بسبب تصاعد حركات التحرر الوطني التي كان الشباب يشكلون الثقل الأساسي فيها، لهذا تداعت لعقد اجتماع لها في مدينة لندن لتعلن عن تأسيس اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي WFDY، في تشرين الثاني من عام 1945 كمنظمة شبابية تقدمية عالمية معادية للإمبريالية تناضل من أجل الديمقراطية والتضامن الأممي والسلام العالمي، وتضم في صفوفها منظمات الشباب اليساري والديمقراطي من مختلف بلدان العالم.

واختار الاتحاد مدينة بودابست عاصمة هنغاريا مقراً له. وترأسه حالياً الشبيبة الشيوعية البرتغالية ممثلة بتياغو فييرا، فيما تتكون عضوية قيادته حالياً من اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، شبيبة حزب الجبهة الأفريقية الوطنية في زيمبابوي، الشبيبة الشيوعية الكوبية، والشبيبة الديمقراطية النيبالية.

قام اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي في السنوات اللاحقة على تأسيسه بالعديد من الفعاليات والأنشطة، وأهمها على الإطلاق تنظيم مهرجانات الشباب والطلبة العالمية، بدءاً من المهرجان الأول في مدينة براغ عام 1947 بمشاركة 17 ألف شاب من 71 دولة، من أجل السلام والصداقة والتضامن الأممي بين شعوب وبلدان العالم، لتستمر حتى مهرجان الشباب والطلبة العالمي التاسع عشر في مدينة سوتشي في روسيا في تشرين الأول 2017 تحت شعار (من أجل السلام والتضامن والعدالة الاجتماعية نناضل ضد الإمبريالية) .

وعقدت الدورة العشرون هذا العام في سوتشي كذلك من الأول من آذار حتى السابع منه.

من المهرجانات الهامة كان المهرجان السادس في موسكو عام 1957، أما المهرجان السابع فقد انعقد في فيينا (النمسا) في عام 1959، والمهرجان الثامن في هلسنكي (فنلندا) عام 1962، والتاسع في صوفيا بلغاريا عام 1968، والمهرجان العاشر في برلين في ألمانيا الديمقراطية عام 1973، أما المهرجان الحادي عشر فقد أقيم في هافانا عاصمة كوبا عام 1978، في حين انعقد المهرجان الثاني عشر في موسكو عام 1985 والمهرجان الثالث عشر في بيونج يانج عاصمة كوريا الشمالية في 1989، ويعتبر هذا المهرجان هو الأخير في ظل وجود الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية، بعدها توقفت حركة المهرجان لمدة ثمان سنوات قبل أن تعود من جديد في عام 1997 بالمهرجان الرابع عشر في هافانا بكوبا، والمهرجان الخامس عشر في الجزائر في عام 2001.

ثم جاء المهرجان السادس عشر في كراكاس فنزويلا عام 2005، والمهرجان السابع عشر في جنوب أفريقيا في عام 2010، والمهرجان الثامن عشر عام 2013 في الإكوادور.

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن مهرجان الشباب العالمي 2024 كان حدثاً مفيداً للغاية، معرباً عن أمله في أن تنظم روسيا أحداثاً مماثلةً له في المستقبل.

وقال بوتين: "لقد حاولنا تهيئة الظروف حتى يتمكن الشباب من التواصل بحرية بعضهم مع بعض، وتكوين صداقات جديدة، وربما شراكات لبعض الأنشطة المشتركة للمستقبل".

وقال الرئيس الروسي في الحفل الختامي لمهرجان الشباب العالمي الذي انعقد في إقليم سيريوس ومدينة سوتشي: "إذا كنا جميعاً متساوين، فلا مكان في العالم لأي نوع من التفرد، لا مكان في العالم للغطرسة والتمييز وكل الظواهر التي تقوم على هذا الأساس المشوه من التفرد لأي شخص".

وشدد على أن الظروف غير المتكافئة لتنمية الناس في جميع أنحاء الكوكب هي الظلم الرئيسي للنظام العالمي الحالي. وأكد الرئيس الروسي: "لقد ولدنا متساوين. فهل ننمو ونتطور في ظل ظروف متساوية؟ الجواب للأسف هو لا، لا توجد ظروف متساوية في العالم للجميع. وهذا هو الظلم الرئيسي للنظام العالمي اليوم".

وخاطب الرئيس المشاركين في المهرجان: "هل من الممكن التأكد من أن الجميع على قدم المساواة وأنهم ينمون في ظروف متساوية، ويتطورون، ويكشفون عن مواهبهم لصالح أحبائهم وأسرهم وبلدهم وربما البشرية جمعاء؟ لا أعرف ذلك، لكن ما أعرفه هو أنه ينبغي علينا جميعاً أن نسعى جاهدين لتحقيق ذلك".

وأضاف: "وحقيقة أننا نسعى جاهدين لتحقيق ذلك سيجعل العالم أكثر شفافيةً وأكثر عدلاً وأكثر ديمقراطيةً وأكثر استدامةً وأكثر توازناً وأكثر أمناً".

وأكد الرئيس الروسي: "سننظم شيئاً مماثلاً في المستقبل. بالنسبة لنا، هذه ليست التجربة الأولى من نوعها، ونمتلك خبرةً مسبقةً في مثل هذه الأحداث وآمل ألا تكون الأخيرة".

وشارك في المهرجان 20 ألف من الشباب من 180 دولة، في مجالات التعليم والعلوم والتعاون الدولي والثقافة والعمل التطوعي والخيري والرياضة والأعمال والإعلام وغيرها.