العراق يتخلص من القوات الأمريكية
خلال انعقاد الدورة 11 لمؤتمر موسكو للأمن الدولي في الخامس عشر من آب التي شارك فيها مسؤولون روس ووزراء دفاع دول عربية وأجنبية، تحدث عدنان الشحماني، رئيس مركز بغداد الدولي للدراسات عن الوضع في العراق الذي يعد أكثر بلد في العالم يعاني من الوجود والضغط الأمريكي اللامتناهي، حيث الولايات المتحدة فاعلة بشكل سلبي على الساحة العراقية، مؤكداً أن العراق لم يتخلص بشكل كامل من سيطرة أمريكا لكنه يسعى إلى أن يتعافى، وأن هناك إرادات وقوى سياسية بصدد التشكل ورأي شعبي ضاغط وتوجهات مرجعية ومؤسسات دينية وثقافية بدأت تصنع رأيا.
يأتي ذلك على خلفية زيارة الوفد العراقي الذي زار واشنطن مؤخراُ حيث أعلن يحيى رسول المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أن الوفد العراقي الذي زار واشنطن مؤخراً طرح وجهة نظره بشأن انتفاء الحاجة لوجود قوات قتالية على أراضيه.
وقال في بيان صحفي إن "المجلس الوزاري للأمن الوطني استمع إلى إيجاز مفصل عن زيارة الوفد العراقي، برئاسة وزير الدفاع ثابت محمد العباسي إلى واشنطن بناء على دعوة من وزير الدفاع الأمريكي".
وأضاف أن "الوفد العراقي اطلع على استعراض للحوار المشترك بين البلدين الذي تناول التعاون الأمني الثنائي ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وشكل العلاقة المستقبلية بين العراق والتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وتأكيد الوفد العراقي على الثوابت المتعلقة بسيادة العراق، وتنامي قدرات قواته المسلحة بمختلف صنوفها واضطلاعها بمهامها في حماية الأمن والاستقرار وتأمين حدود البلاد".
وأشار رسول إلى أن "الوفد طرح وجهة النظر العراقية خلال مجريات الحوار، بشأن انتفاء الحاجة لوجود أي قوات قتالية أجنبية على الأراضي العراقية".
وتابع: "بعد اطلاعه على مجريات الحوار، أقر المجلس اتفاق الوفد العراقي مع الجانب الأمريكي على تشكيل لجنة عليا مشتركة مع التحالف الدولي، للبدء بتنفيذ مخرجات الحوار المشترك".
يأتي كل ذلك بالتزامن مع سعي دول أستانا لإخراج الأمريكان من سورية، حيث أن العراق ورغم تركيبة الحكومات الموجودة فيه منذ الغزو الأمريكي للعراق فما زالت تتصاعد الدعوات لخروج الأمريكان من المنطقة، مع ضرورات تنفيذ قرارات مجلس النواب العراقي التي اتخذت منذ ما يقارب العام حول خروج جميع القوات الأمريكية من العراق، وقرار حكومة الكاظمي السابقة حول خروج القوات القتالية، وبقاء قوات التدريب.
إن حديث وزير الدفاع العراقي يندرج ضمن إطار الرفض المتنامي داخل العراق، ووجود الإمكانية التي يوفرها التوازن الدولي الجديد وانخفاض الوزن النوعي للأمريكان على الساحة الدولية.
إن خروج القوات الأمريكية من العراق يجعل من الصعوبة بمكان بقاء قوات أمريكية في سورية.