لا يمكن استعادة السلطة في كييف إلا عبر تفكيك الرأسمالية
ترجمة: آلان كرد
في كييف عاصمة وطننا ونتيجة للسياسات الكارثية للمتطرفين القوميين حدثت أزمة عميقة وتم تدمير وسط المدينة بشكل كامل تقريباً فالثورة «السلمية» أظهرت بسرعة كبيرة وجهها الحقيقي والعنيف.
بدأ كل شيء أثناء قضية الشراكة الأوكرانية مع الاتحاد الأوروبي وانتهى بالتخريب والهدم والحرق وطال الدمار مباني حكومية عدة وتماثيل لينين وشخصيات بارزة أخرى من العهد السوفييتي ومباني تاريخية وسط العاصمة كييف.
كانت عصابات اللصوص والمتطرفين «السلميين» تجوب شوارع العاصمة ومدناً أخرى مسلحة بالبنادق وأسلحة أخرى أمام أعين الحكومة التي لم تفعل شيئاً لمنع ذلك وفرض القانون والنظام.
بدأت حملة الاعتداءات على الشيوعيين بموافقة ضمنية من السلطات الجديدة التي تبدي خوفاً تجاه الحزب الشيوعي وكشفت الأوليغارشية علناً عن جوهرها الحقيقي وارتفعت أصوات مدعي الديمقراطية بحظر الحزب بشتى الحجج والأساليب.
قامت السلطات الجديدة في كييف بإلغاء إصلاح نظام التقاعد وارتفعت أسعار السفر بالحافلات والأدوية والبنزين والمنتجات الغذائية وخفضت الوظائف المعتمدة بناطق واسع وسرح الآلاف من أعمالهم وانخفضت قيمة العملة الوطنية «هريفنيا» أمام اليورو والدولار وارتفعت أسعار الغاز للسكان بنسبة 50 % وللمرافق العامة بنسبة 40 % وتستعد السلطات الجديدة لزيارة تعريفات الحرارة والماء الساخن أيضاً كل ذلك جرى بالتعاون والخضوع التام لصندوق النقد الدولي.
ضمن هذه الأحداث المأساوية تأتي أهمية الانتخابات البلدية لمجلس مدينة كييف من أجل إعادة بناء وسط المدينة وترميم المباني المدمرة والأهم من ذلك هو إعادة بناء الاقتصاد وذلك لتجنب مزيد من التدهور في الحالة المادية للأوكرانيين
بدأت العديد من القوى السياسية منذ الآن المضاربة في مسألة انتخاب رئيس البلدية وتطرح الجميع بين منصب رئيس البلدية ومنصب رئيس قوى الأمن والشرطة فالجمع بين هذه الوظائف لن تقوم بحل المشاكل الاقتصادية الاجتماعية والثقافية علاوة على ذلك هناك مخاوف عند الناس بأن مجلس المدينة لم يعد قادراً على ممارسة صلاحياته كسلطة بلدية من أجل تجنب هذه الحالة يجب عدم الجميع بين الوظائف والشعب هو من سيقرر من هي سلطات كييف البلدية.
في هذه المرحلة لا يزال بعض السياسيين يحلمون بكييف «عاصمة أوروبية حقيقية» لقد فشل هؤلاء في إبقاء كييف على قيد الحياة بالمدينة تقف الآن على حافة الانقراض الاقتصادي الاجتماعي ومن الواضح أن استبدال الوجوه لا تؤثر على حياة الناس العاديين في كييف الكل يصبح سيداً ممثلاً لمصالح الرأسمالية الأوليغارشية لا ممثلاً للشعب.
لقد طرح الحزب الشيوعي برنامجاً بديلاً لسحب السلطة البلدية في العاصمة من ممثلي الأوليغارشية التي تبحث بجميع السبل الممكنة إزالة الحزب الشيوعي من الوجود.
السبيل الوحيد للخروج من الوضع الكارثي هو تأميم المؤسسات الاستراتيجية وإحياء المصانع العامة واعادة عمالقة الصناعة الوطنية الاوكرانية مثل معامل ارسنال وأرتيم والبلاشفة وأنتونوف لخلق فرص عمل جديدة وزيادة دور التعاونيات العمالية والنقابات المهنية لحماية العمال والقضاء على البطالة فوراً.
السلطات السياسية الجديدة غير جديرة بالتصدي لهذه المهام العاجلة بينما الناس في كييف يستمرون بخسارة كل شيء يجب إعادة الاستقرار الاجتماعي إلى السكان في المدينة وخلق حياة مستقرة لهم ويشكل التأميم بداية لألية الاستقرار في المجتمع التي من شأنها أن تعطي فرصة لوقف انخفاض قيمة العملة الوطنية وارتفاع الأسعار والتعريفات الزائدة.
لن تصبح كييف مدينة مزدهرة إلا أن عقدنا العزم على تغيير النظام الرأسمالي في الدولة والتحول إلى الاشتراكية التي ستلد من جديد وتصبح أمراً واقعاً.
ألكسندر كومناتسكي - الأمين الأول للحزب الشيوعي في كييف
موقع الحزب الشيوعي الأوكراني 18/4/2014
ملاحظة من المترجم:
انعقد المؤتمر الاستثنائي لمنظمة كييف للحزب الشيوعي الأوكراني بتاريخ 25 نيسان الماضي في ضاحية فاسيليفسكا«7» من أجل تسمية المرشحين لمجلس مدينة كييف من أجل الانتخابات البلدية التي ستجري أوائل شهر أيار الحالي وتم اختيار ألكسندر كومناتسكي الأمين الأول للحزب الشيوعي في كييف مرشحاً إلى الانتخابات البلدية لمجلس مدينة كييف.