البحرية الصينية أكبر وأكثر فاعلية من الأمريكية منذ الآن
يتم منذ فترة تداول امتلاك الصين لسلاح البحرية الأكبر في العالم، والمؤلف من 355 سفينة. لكنّ القياس بالاعتماد على حمولة السفينة، يجعل البحرية الصينية أصغر من مثيلتها الأمريكية. يعود كبر حمولة البحرية الأمريكية إلى امتلاكها حاملات طائرات فائقة الثقل. تبني الصين اليوم حاملة الطائرة الثالثة لديها، وهي تملك 80% من قدرات حاملات الطائرات الأمريكية، وكذلك تتحضر الصين اليوم لبناء حاملة طائراتها الرابعة التي ستعتمد على قوّة دفع نووية ومنصات إطلاق كهربائية لتسريع الطائرة، وهي القابلة للمقارنة مع أحدث وأثقل حاملات الطائرات الأمريكية. لكن إذا كنّا واقعيين، فحاملات الطائرات عموماً بدأت تبدو مثل الديناصورات. فهي ضعيفة أمام صواريخ «قاتلة الحاملات»، ويمكن الاستعاضة عنها بطائرات بعيدة المدى تنطلق من الأرض مثل سو-35.
للسبب المشار إليه أعلاه، أقترح على بلدان مثل الهند أن تتوقف عن الاستثمار في الحاملات، والالتفات عوضاً عن ذلك إلى الطائرات المقاتلة بعيدة المدى لرفد بحريتها بها.
وإذا ما أردنا حساب الصواريخ التي تطلق من البحر «بشكل رئيسي من الغواصات»، فلدى البحرية الصينية قرابة 90% من القدرات الصاروخيّة التي تملكها البحرية الأمريكية. يعني هذا بأنّه في حال المواجهة، فالقوة النارية للبلدين متساوية تقريباً فوق سطح الماء.
كما أنّ لدى الصين ميزة حاسمة، سواء فيما يخصّ صواريخ القوى البحرية المرتكزة على الأرض، والطائرات التي تطلق صواريخ بعيدة المدى.
لكن في الحرب تحت الماء، تبقى بحريّة الولايات المتحدة تملك سمة أفضل: سلاح الغواصة الهجومية المتخفية USS SN – 22 والتي تسمى «حدث كونيتيكت». لكنّ الولايات المتحدة لا تملك إلّا ثلاثاً منها. ما يعني أننا مع افتراض أنّ الصين لن تكون قادرة على تحديد إلّا مكان غواصة واحدة من هذه الغواصات وتدميرها في حال المواجهة بين البلدين، لندرك بأنّ الصين ستدمّر عندها ثلث القدرات الأمريكية تحت الماء.
كما لا يجب أن ننسى بأنّ لدى الصين أكبر قدرات إنتاج سفن في العالم، حيث سيكون لدى البحرية الصينية 460 سفينة في أقلّ من عشرة أعوام.
محاولات الأمريكيين اللحاق بالصين
منذ أيام إدارة أوباما، والولايات المتحدة تحاول بشكل محموم اللحاق بالبرنامج البحري الصيني المتفوق. بدأ الأمر «بالتمحور نحو آسيا» الذي هدف إلى تركيز نسبة الأصول البحرية الأمريكية حول العالم لتطويق الصين حول تايوان وفي بحر الصين الجنوبي.
ثمّ تلى ذلك المحاولات الجنونية للبحرية الأمريكية زيادة العمر التشغيلي للسفن الأمريكية، الأمر الذي يبدو الإفراط فيه واضحاً في تخفيض أوقات الصيانة، وفي الحوادث المتزايدة للبحرية الأمريكية.
كما مارست البحرية الأمريكية ضغوطاً سنوية لبناء سفن أكثر، وكانت تأمل منذ 15 عام أن تصل إلى 350 سفينة تابعة للبحرية، العدد الذي تملكه البحرية الصينية اليوم بالفعل. وفي غضون 15 عام ستتجاوز البحرية الصينية 460 سفينة.
تحاول الولايات المتحدة أن تعوّض عن هذا الضعف بدعوة حلفائها وأتباعها – مثل بريطانيا واليابان وأستراليا – للمساهمة في جهود تطويق الصين. المشكلة أنّ أياً من هؤلاء غير قادر إلّا على المساهمة بشكل هامشي دون قيمة. البحرية البريطانية مثال ممتاز، حيث لم يبقى من القوات التي كانت الأقوى يوماً سوى حاملة صغيرة واحدة ضعيفة هي «الملكة إليزابيث 2»، غير القادرة إلا على حمل وحدة طائرات إف-35 سخيفة متوسطة المدى.
لقد اضطرّت بريطانيا – وهي التي لا تملك سفناً كفاية لمرافقة حاملة طائراتها – للاستعانة بهولندا. أمّا أستراليا فحين يأتي موعد حصولها على غواصاتها الجديدة، سيكون «مَن ضرب ضرب ومَن هرب هرب».
باختصار: الولايات المتحدة غير قادرة على اللحاق بالصين.
بتصرّف عن: China’s PLA Navy