هل يقترب فيسبوك من نقطة اللاعودة؟
ضربت الكارثة أكبر شبكات التواصل الاجتماعي في العالم في 4 تشرين الأول 2021، عندما خرج فيسبوك والتطبيقات المملوكة للمالك نفسه من الخدمة لست ساعات. كانت واحدة من أكثر اللحظات إحراجاً للشركة. في اليوم الثاني قامت مُفشِية الأسرار مهندسة البيانات الأمريكية فرانسس هوغن بإطلاع الكونغرس عن جميع أنواع الشرور في الشركة، من الترويج لاضطرابات الأكل، إلى تعريض الديمقراطية للخطر. بدأ البعض يتساءل فيما إذا كان العالَم سيكون مكاناً أفضل لو استمرّ انقطاع الفيسبوك بشكل دائم.
ترجمة: قاسيون
جزءٌ من الازدراء المتراكم ضدّ فيسبوك غير متناسق. السياسيون غاضبون ولكن يبدون غير قادرين على تنسيق الإصلاحات لكبح جماحها. والمستثمرون مستمرّون بشراء الأسهم بغضّ النظر عن العناوين الإخبارية السيئة. لكن على الشركة ألّا ترتاح لما يحصل. فالغضب الأعمى الذي أطلقته المشكلة الأخيرة، يظهر بأنّ فيسبوك باتت تعاني من مشكلة في سمعتها.
سلّطت تقارير الفحص الداخلي بأنّ إنستغرام المملوك لفيسبوك، يجعل واحداً من كلّ خمسة أمريكيين يشعرون بالسوء حيال أنفسهم. الانتقادات لفيسبوك قويّة بشأن الطلب إليه أن يكون أكثر انفتاحاً.
الانتقادات الأخرى تمتدّ أوسع من فيسبوك فقط لتشمل كامل محتوى الإنترنت. كيف ننظم المحتوى الموبوء للأطفال الذين يمضون أبعد من فيسبوك، كما يعلم أيّ والد ترك أولاده مع يوتيوب كمثال. وبالمثل، فالمعضلة حول كيفية استخدام الشركات للدعاية كي ترسم بنفسها الخط الفاصل بين حرية التعبير والضرر.
لكنّ الأمر الأكثر إضراراً بفيسبوك قد حظي بأقلّ قدر من الانتباه هذا الأسبوع. صرّحت الآنسة هوغن بأنّ فيسبوك أخفى انخفاض استخدامه من قبل المستخدمين الأمريكيين. كشفت عن معلومات داخلية بأنّ مستخدمي فيسبوك من المراهقين الذي يسير بمنحنى متدهور قد يؤدي إلى انخفاض في كامل مستخدمي فيسبوك من الأمريكيين بمعدل 45% في العامين القادمين. لطالما واجه المستثمرون في فيسبوك نقصاً في الإعلان العام، لأنّ مثل هذه المعلومات قد تقوّض كلّ مصادر مبيعات الشركة تقريباً، رغم أنّ ذلك قد يكون خرقاً للقانون.
لكن هل يهمّ أيٌّ من هذا حقاً؟ أسعار أسهم فيسبوك قد تراجعت وراء بعض عمالقة شركات التكنولوجيا، لكنّها أيضاً ارتفعت بنسبة 30% في الأشهر الـ 12 الماضية. يهدد السياسيون بأنّهم سيفتتون الشركة، لكنّ مسألة عدم الائتمان غير صلبة. تدعي وزارة العدل بأنّ فيسبوك احتكارية تهندس سوقها بحيث تستبعد جميع الشبكات الاجتماعية المنافسة. لكنّ المسألة مرتبطة بنوع من التعبير عن الإحباط من قبل المستخدمين أكثر منها مسألة منافسة حرة.
قد يكون فيسبوك اليوم مقبلاً على مستقبل مدمر، وعلى بعد خطوة من نقطة اللاعودة. حتّى عندما يقومون بوضع ردود لطيفة على الآنسة هوغن، فالناس لم تعد تريد الاستماع إلى ما يقولون. تخاطر الشركة اليوم بالانضمام إلى فصيلة الشركات «التي لا يمكنّ المسّ بها» مثل شركات التبغ. إن تثبتت هذه الفكرة لدى الجمهور، فستخاطر فيسبوك بفقدان جمهور الشباب، وذوي الأفكار التحرّرية. حتّى لو استمرّ جمهورها الأكبر سناً بوجودهم فيها، فطموح فيسبوك الأكبر قد يتفتت إن استمرّ انكماش العامة عنها.
من يريد أن يحصل على عالمه الافتراضي من فيسبوك بعد ذلك؟ إنّهم الأشخاص ذاتهم الذين يريدون الحصول على رعايتهم الصحية من شركة فيليب موريس للتبغ.
إن كان الجدال المنطقي وحده غير قادر على انتشال فيسبوك من الحفرة التي علقت بها، فعلى الشركة أن تبحث بجهد أكبر لإيجاد وجه أفضل تعرضه أمام العامة. مارك زوكربيرغ، وهو المؤسس القوي لفيسبوك، والذي ألقى خطاباً قوياً هذا الأسبوع، تمّ إمّا تجاهله أو الاستهزاء منه، ليبدو بأنّه غير قادر أكثر من قبل على جذب الجماهير.
بتصرّف عن: Facebook is nearing a reputational point of no return