أوقفوا المسلسل لأنّه يساري
كان الممثل الأسطوري إد أزنر من المؤيدين الثابتين للقضايا اليساريّة، وقد دفع ثمن مواقفه عندما عارض التدخل الدموي للإدارة الأمريكية في أمريكا اللاتينية، حيث تمّ إيقاف عرض مسلسله التلفزيوني الناجح ذي الشعبية. رحل أزنر في 29 آب 2021 عن عمر 91 عاماً.
ترجمة : قاسيون
لدى أزنر نجمة في ممشى المشاهير في هوليود، وقد حصل على خمس جوائز غولدن غلوب، وجوائز إيمي برايمتايم أكثر من أيّ ممثّل في تاريخ التلفزيون. وقد استفاد طوال حياته من شهرته للنشاط ودعم القضايا والمرشحين اليساريين.
في آخر لقاء صحفي معه، أعلن إد الأمر الذي لم يصرّح به كثيراً من قبل: لقد كان عضواً في حزب «اشتراكيي ديمقراطيي أمريكا DSA».
كان إد في الثمانينيات الممثل الرئيسي في المسلسل الناجح لو غرانت، عندما اقتربت منه راهبة كاثوليكية وأرته صوراً التقطها مصوّر بلجيكي عن اليساريين الذين تمّت تصفيتهم بوحشيّة في السلفادور من قبل الميليشيات المدعومة من الأمريكيين. وكما علّق أزنر: «لقد صُدمت بأنّ هذا يحدث بدعم من الحليف الولايات المتحدة. ثمّ جاء إليّ بيل زيمرمان بعد نجاحه بجمع المساعدات للهند الصينية وقال: سنفعل المثل لأجل السلفادور هل أنت معنا... فأجبته: بالطبع».
في شباط 1982 ذهب أزنر إلى واشنطن بهدف جمع تمويل لصالح المجتمعات التي تمرّ بأزمة في السلفادور، ولأنّه كان نجماً تلفزيونياً كبيراً طلبوا إليه قراءة بيان المجموعة. كان هناك حشدٌ هائلٌ من الصحفيين في القاعة، وكما يقول أزنر: «لقد أخطأوا عندما سمحوا لي، لأنني أمسك بالميكروفون، أن أجيب عن الأسئلة».
قام أزنر في تلك الجلسة بالدعوة إلى إجراء انتخابات حرّة في السلفادور، فسأله الصحفيون على الفور ما إذا كان سيدعم نتائج الانتخابات في حال فاز فيها الشيوعيون وشكّلوا حكومة، فأجابه أزنر: «إن كان الشعب السلفادوري هو من اختار الحكومة، فهي لهم إذاً. هذه هي الديمقراطية، وهذا ما نسميه بها».
بدأت الآلة الإعلامية الموالية للنخب عملها على الفور بعد هذا التصريح. يقول أزنر: «قام تشارلتون هيستون رئيس نقابة ممثلي التلفاز بحملة من الافتراءات والتشويه عني. معلّق قناة ABC الشهير بروس هيرتشنسون قضى ثلاثة ليالٍ من البث وهو يتحدث عن الخطر الذي أمثّله للبلاد».
ثمّ جاءت مرحلة التصعيد والعقاب الثانية، حيث بدأ الممولون بسحب تمويلهم للمسلسل. كيمبرلي كلارك، مالك مصنعين في السلفادور، سحب إعلاناته على الفور. تبعه في ذلك شركات فيدال ساسون وكادبوري كاندي.
لكن النخب كانوا يريدون بذلك إرسال رسالة شديدة لأزنر وأمثاله. قام نائب رئيس شبكة CBS جيم روزنفيلد بزيارة أزنر ليريه وجود الكثير من الممولين الراغبين بتمويل المسلسل، ولكن رغم ذلك سيتم إلغاؤه.
كان أزنر حساساً لمسألة الرقابة، حيث شارك أيضاً في عمل مسرحي في ذكرى إحياء القائمة السوداء لكتّاب وممثلي أمريكا بلعبه دور جون هوارد لاوسون، الذي كان يترأس فرع الحزب الشيوعي في تينزلتاون وأحد الذين عاقبتهم «لجنة الأنشطة غير الأمريكية» البرلمانية في 1947.
بتصرّف عن: Ed Asner Was a Proud Socialist in Hollywood