ملاحظتان على مقالة بايدن اليوم
نشرت واشنطن بوست صباح اليوم مقالاً للرئيس الأمريكي جو بايدن، بعنوان: «فحوى رحلتي إلى أوروبا هي: أمريكا تقوم بإعادة حشد ديمقراطيات العالم».
يتناول المقال الزيارة التي سيقوم بها بايدن إلى أوروبا واللقاءات التي سيجريها خلالها، ويركز ضمنه على التحالف مع «الديمقراطيات» وضد «الأوتوقراطيات» والمقصود روسيا والصين.
بداية فإنّ طريقة صياغة المقال تشير بوضوح إلى أنه على الأغلب كان معداً ليكون كلمة يلقيها بايدن ضمن مؤتمر صحفي قصير، ربما قبل الصعود إلى الطائرة... اللهجة الخطابية ليست بالمطلق لهجة مقال في صحيفة. (وقد يكون المؤتمر الصحفي قد ألغي لسبب صحي أو لأي سبب آخر، وجاء المقال ليحل محله).
بغض النظر عن ذلك، فإنّ المهم ضمن المقال على ما نعتقد هو النقطتان التاليتان:
أولاً: يقول بايدن: «سوف نركز على ضمان أنّ الدول الديمقراطية ضمن السوق، وليس الصين أو أي أحد آخر، هي من ستكتب قواعد القرن الواحد والعشرين المتعلقة بالتجارة والتكنولوجيا»... مما يعني أن الهذيان الأمريكي قد وصل ببايدن ليطالب بصياغة 100% من قوانين التجارة لعالم تسهم بلده بأقل من 16% من ناتجه الإجمالي، وتسهم هي وكل حلفائها بأقل من 45% منه... (ليس ترامب وحده منفصلاً عن الواقع أو مجنوناً... المنظومة الأمريكية بأكملها مصابة بالجنون).
ثانياً: «حين ألتقي بفلاديمير بوتين في جنيف، سيكون ذلك اللقاء بعد نقاشات عالية المستوى مع أصدقاء وشركاء وحلفاء يرون العالم عبر العدسات نفسها التي تراه بها أمريكا، والذين جددنا صلاتنا بهم وجددنا غاياتنا المشتركة»... أي أن بايدن يكبّر عضلاته بشكل مسبق بالقول إنه يأتي مدعوماً بحلفائه وممثلاً لهم... فهل تحتاج «القوة الأمريكية العظمى» إلى عضلات إضافية للتفاوض مع قوة لا يزال محللون أمريكيون يقولون عنها إنها «قوة إقليمية»؟!