انقلاب في أمريكا على النمط الميانماري
مو لو مو لو

انقلاب في أمريكا على النمط الميانماري

«يجب أن يحدث هنا. لِمَ لا، هذا صحيح»، هذا ما قاله نائب الرئيس الأمريكي السابق مايكل فلين يوم الإثنين في تجمّعٍ نظَّمَه أتباع نظرية مؤامرة «QAnon»، مشيراً إلى وجوب حدوث انقلابٍ في الولايات المتحدة على شاكلة الحاصل في ميانمار. كان تصريحه إجابة على سؤال من الجمهور: «أريد أن أعلم لماذا لا يحدث هنا ما حصل في ميانمار؟».

ترجمة : قاسيون  

حاول فلين في وقت لاحق، في تصريح على تلغرام، أن ينكر قوله هذا، وادّعى بأنّ كلماته قد تمّ تحريفها.

ردّ الكثير من السياسيين الأمريكيين بحدّة على هذه التصريحات. كمثال: ردّت ليز تشيني، النائبة في الكونغرس على تويتر: «لا يجب على أيّ أمريكي أن يدعم الخَلْع العنيف للولايات المتحدة».

لكنّ السخرية هنا في كون السياسيين الأمريكيين الذين يدعمون ويدفعون تجاه الانقلابات في بلدان أخرى باعتبارها «العدل» و «تعبّر عن رغبات الشعب»، هم ذاتهم مَن يَرَون بأنّ هكذا انقلاب لن يجلب إلّا الألم والفوضى في بلادهم.

لكن بالعودة لكلمات فلين، فقد لاقت تصفيقاً متحمساً من المستمعين لها، ما يعني بأنّ هناك أرضيّة تدعم هذه الأفكار في الولايات المتحدة، وهذه الأرضيّة في حالة توسّع. فالأزمة والاستقطاب السياسي الحاد في الولايات المتحدة يدفعان بالسياسيين إلى اعتناق أفكار متطرفة لجذب الأضواء. على هذا الأساس، لا يمكن للسياسة الأمريكية أن تتجنّب الانجرار إلى الاضطرابات، مع إدراك أنّ الفوضى السياسية هي مهد لعوامل الزعزعة هذه.

في استطلاع لمركز أبحاث المعتقدات العامة نشرته النيويورك تايمز، هناك 14% من الأمريكيين يؤمنون بثلاثة مبادئ على الأقل من نظرية مؤامرة «QAnon» (وهي نظرية مؤدّاها بأنّ هناك وكلاء للشيطان، وآكلي لحوم بشر يشتهون الأطفال، يديرون عمليات اتجار جنسي عالميّة بالأطفال، وقد تآمروا لإسقاط الرئيس دونالد ترامب).

يقول روّاد هذه النظرية: «على الأمريكيين الوطنيين أن يلجؤوا للعنف» للتخلص من وكلاء الشيطان الذين يديرون الولايات المتحدة.

تشهد نظرية المؤامرة هذه تسارعاً في عدد المؤمنين بها من الأمريكيين، ويوضّح هذا انتشار الجانب المظلم من المجتمع الأمريكي وخروجه للعلن، وذلك بسبب تزايد عدد الأمريكيين غير الراضين بالأوضاع الحالية.

وكما علّق البروفسور من جامعة الصين للشؤون الخارجية، لي هايدونغ: «أظهرت أعمال شغب الكابيتول هيل التي هدفت لخلع النظام الحالي، نذيراً بحدوث «ثورة ملونة». عندما كانت الولايات المتحدة تنشر «الثورات الملونة» في بلدان أخرى، لم تتمكن من حلّ مشكلاتها العميقة. أدّى هذا لزيادة القطيعة بين النخب الأمريكية وعامّة الأمريكيين. نتيجة لذلك، استجمع الشعبويّون في الولايات المتحدة قوَّتهم للانتفاض ضدّ النخب».

السياسات السيئة، والمجتمع المريض، والأفكار الخطيرة، هي المقدمة لتدمير الولايات المتحدة.

 

بتصرّف عن: A Myanmar-style coup might not be unimaginable in US any more

آخر تعديل على الخميس, 03 حزيران/يونيو 2021 14:43