تايوان يتيمة بتراجع أبيها الأمريكي
حكّام تايوان غاضبون وخائفون؛ فالأسبوع الماضي أعلن رئيس الهندوراس خوان أورلاندو هرنانديز – وهو أحد «الحلفاء الدبلوماسيين» الـخمسة عشر المتبقين للجزيرة التي تحاول أن تصبح دولة – أعلنَ بأنّ بلاده قد تفتح مكتباً تجارياً في الصين للحصول على لقاحات كوفيد-19 الصينية، الأمر الذي أقلق السلطات التايوانية التي باتت مقتنعة بأنّ هندوراس تقترب من الصين ولن يطول الأمر حتّى تَهجُرَ تايوان. (فضمن سياسة «الصين الواحدة» تشترط الصين على كلّ من يرتبط معها بعلاقات دبلوماسية ألّا تكون لديه علاقات مستقلة بتايوان).
ترجمة: قاسيون
في نيسان، اتهمت السلطات التايوانية الصين بممارسة «دبلوماسية اللقاح» مع بارغواي، الدولة الوحيدة في جنوب أمريكا التي تربطها علاقة بتايوان. وذلك عقب قول وزير الخارجية البارغواني أنّ بعض الوسطاء عرضوا عليهم جرعات من اللقاحات الصينية.
السبب الحقيقي لمخاوف وقلق السلطات في تايوان هي أنّ «دبلوماسيّة الدولار» هي في الحقيقة ما دفع ببعض الدول في المقام الأول لفتح علاقات مع الجزيرة. أما في مرحلة تراجع الولايات المتحدة فلم تعد الدول ترى في مخاصمة الصين بهدف إرضاء الولايات المتحدة أمراً يستحقّ القيام به، وتايوان بوصفها مجرّد سلطة تابعة للأمريكيين ستكون أوّل من يذوق آثار هذا التراجع.
وكما صرّح تشانغ هوا، وهو باحث في معهد دراسات تايوان التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، فالدول التي أقامت علاقات مع تايوان كانت جميعها تهدف لتحقيق مصلحة، ومن الطبيعي أن تنفضّ هذه الدول عن تايوان عندما بات من يقدّم هذه المصلحة – الولايات المتحدة – غير قادر على الاستمرار في تقديمها.
لاحظ هرنانديز بأنّ الولايات المتحدة لديها عدد كبير من اللقاحات التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء، ولكنّها تفضل تخزينها بدلاً من تقديم العون للبلدان التي تحتاجها. كما علّق بعض المراقبين الأجانب على تويتر بأنّ الولايات المتحدة أضاعت فرصةً لإظهار أنّها «جديرة بالتحالف معها»، وبالتالي حثّ الدول على التمسّك بالعلاقات مع تايوان.
تحوي أمريكا اللاتينية على غالبيّة «حلفاء» تايوان، ولطالما كانت الولايات المتحدة تنظر إلى المنطقة على أنّها «باحتها الخلفية» التي لا يجادل أحد بنفوذها فيها. لكنّ الحقيقة التي لا يمكننا الجدال فيها هي أنّ نفوذ الأمريكيين يضعف بشكل مستمر، وبأنّ الولايات المتحدة لم تقدِّم لدول المنطقة سوى الكلام الفارغ في الوقت الذي ضرب فيه الوباء والأزمة الاقتصادية هذه الدول.
على العكس من الولايات المتحدة، تُظهر الصين أفقاً للتعاون الفعلي ولدعم الحلفاء، وقد ظهر ذلك بأفضل ما يمكن بتزويدها الدول النامية باللقاحات. الصين ليست بحاجة اليوم لإبعاد «حلفاء» تايوان عنها، فجاذبيتها الاقتصادية لها صدى أكبر.
وكما قال زانغ، فرغم أنّ الولايات المتحدة مرّرت منذ فترة «قانون تايبي»، فهي لا تملك لا الرغبة ولا القدرة على توسيع «مساحتها الدولية». إنّها غير قادرة حتّى على الحفاظ على أصدقاء تايوان الحاليين.
بسقوط «دبلوماسية الدولار» سيتغيّر الكثير.
بتصرّف عن: Time for Taiwan’s remaining ‘allies’ to think of their losses
معلومات إضافية
- ترجمة:
- قاسيون