فساد مصارف وكازينو ويوم آخر في الرأسمالية
عندما احتّلت قصّة تبييض «كراون كازينو» للأموال ومشاركته في الجريمة المنظمة، كان هناك عبارة واحدة تتبادر لذهني: «كراون كازينو سيسرق أموالك». كان هذا أحد الهتافات التي كنّا نصرخ بها أثناء حصار المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2000. كان زعماء الشركات يلتقون هناك، وكنّا حوالي 20 ألفاً منّا يحاصرون الفندق في ميلبورن.
بقلم: أليكس بينبريدج
ترجمة: قاسيون
كان على الكازينو أن يغلق أبوابه أمام العامة، واشتكى للإعلام بأنّه كان يخسر 10 ملايين دولار يومياً كنتيجة لذلك.
لطالما صعقتني هذه الكمية المهولة من المال التي تخرج من جيوب أشخاص عاديين لتغذي طمع مجال العمل الطفيلي هذا. جميعنا يعلم بأنّ تجارة القمار قائمة على دعمها لليأس والإحباط.
بعد عقدين من ذلك، وقبل اجتياح الوباء، كان الأستراليون ينفقون 26 مليار دولار على مراهنات السباقات، و11 مليار على رهانات الرياضات، و181 مليار في الكازينو والقمار كلّ عام.
تبيّن اليوم بأنّ الكازينو لم يكن يخدع المقامرين العاديين وحسب، بل كان مرتبطاً بالجريمة المنظمة وغسيل الأموال والتعديل غير القانوني لآلات المقامرة، وبتهريب المخدرات... وما إلى ذلك. وليس الكازينو فحسب، فكما كشفت لجنة النشاطات غير المشروعة بأنّ هناك نشاطات غير شرعية كثيفة في البنوك الأسترالية. البنوك الأربعة الأكبر في أستراليا اعترفوا أمام المحكمة بأنّهم قاموا بعمليات غسيل أموال «رغم أنّهم يعامَلون كملوك من قبل مُشَرِّعي الشركات».
هرع رجال المافيا الذين يديرون كراون كازينو إلى استبدال بعض الموظفين من مدرائه ومجلس إدارته أملاً بأن تسمح لهم الحكومة الأسترالية بمواصلة عملياته.
يتكلم الناس عن مجرمي الشركات والمحسوبيات الرأسمالية. لكنّ الحديث عن «مجرمي الشركات» مجرّد حشو، لأنّ كامل النظام الرأسمالي فاسد، سواء بشكل شرعي أو غير شرعي.
لا يهم إن نظرت إليه من جانب الحكومات التابعة أو الشركات المتسيدة، ففي كلتا الحالتين يريد الطرف الأقوى الاستمرار في جني الأموال، ولهذا يدفع للحكومات للسماح له بالقيام بذلك. يكتبون القوانين لتناسبهم، ويخالفون القوانين عندما يعتمد ربحهم على هذه المخالفة.
ليس هناك تمثيل للناس العاديين في هذا النظام.
هناك دائماً فضيحة فساد ما. ومع ذلك، فالأداء الطبيعي للنظام يؤدي دائماً إلى العودة إلى ممارسة هذا الفساد كالمعتاد. وفي أحسن الأحوال يتم التضحية ببعض الأفراد لامتصاص الصدمة.
علينا أن ندعم دوماً المبادرات لمحاسبة القطط السمان من الأفراد، وتلك التي تستهدف تحسين حقوق الإنسان والاستدامة البيئية وحقوق العمّال.
لكن علينا أيضاً أن نسلّط الضوء على طريق الخروج من هذه الفوضى: الحلول الاشتراكية للمشاكل المستعصية المتمثلة في جشع الشركات المتأصل فيها.
كلّ خطوة اتخذناها حتّى الآن لبناء عالم يدار بواسطة الناس العاديين ستثمر إن حصلت على دعم من هم مثلك ومثلي.
عن: Crown casino: the tip of corporate corruption