تمهيد أمريكي لمحاولة انقلاب في الأكوادور
في 7 شباط فاز المرشّح الرئاسي اليساري عن حزب «الاتحاد من أجل الأمل» (لا يونيون بور لا إسبيرانزا UNES) بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأكوادورية. حصل أراوز على 32.71% من الأصوات، بينما حصل منافسه المصرفي اليميني لاسو على 19.74%، والمرشح عن السكان الأصليين ياكو بيريز 19.38%. وبما أنّ الدستور الأكوادوري يطلب أن يحصل المرشح على 40% من الأصوات بفارق عشر نقاط عن أقرب منافس له، فسيتم عقد جولة ثانية في 11 نيسان القادم.
بقلم: وليام كامكارو
ترجمة وإعداد: قاسيون
بعد عشرة أعوام على سياسات الرئيس مورينو النيوليبرالية، سيكون لنتائج هذه الانتخابات آثار هائلة على الأكوادور وعلى كامل المنطقة. فأراوز كان واضحاً بأنّه حال فوزه سيلغي الاتفاقية مع صندوق النقد الدولي ويَبتعد عن سياسات التقشف، وسيمنح الأولوية للاستثمار الاجتماعي، ويستعيد الأموال الأكوادورية من البنوك والمصارف الغربيّة.
لكن الأمريكيين وأتباعهم في الأكوادور لا يعجبهم هذا السيناريو. فقد التقى مورينو مؤخراً في واشنطن بالأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية «OAS» المعروفة بعمالتها للأمريكيين. أثار هذا اللقاء الشكوك بأنّه من ضمن الجهود لمنع أراوز من الفوز بالانتخابات.
في 12 شباط وصل «المدعي العام/النائب العام» الكولومبي إلى كيتو للقاء نظيرته الأكوادورية ديانا سالازار ومعه ملف يدّعي فيه بأنّ أراوز قد تلقى تمويلاً من «جيش التحرير الوطني ELN» في كولومبيا. ورغم عدم وجود أيّ دليل مستقل على هذه الاتهامات المزيفة، غير أنّ صداها انتشر كالنار في الهشيم في وسائل الإعلام اليمينية التي بدأت بحثّ السلطات على التدخّل لمنع أراوز من الاشتراك بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
نفى أراوز على صفحته في فيسبوك هذه الاتهامات واعتبرها كذبة هدفها إعاقة انتخابه. كما علّق عدد من الشخصيات البارزة في القارّة على الأمر بأنّه يستهدف تخريب العملية الديمقراطية في الأكوادور. مثالهم الحائز على جائزة نوبل للسلام أدولوفو إيسكوفيل الذي قال في تغريدة: «لن يكونوا قادرين على خداع الشعب الأكوادوري بالعمليات القضائية والإعلامية المكشوفة. عانت الإكوادور الكثير وهي بحاجة للعودة إلى المنطق السليم».
نظراً لعودة الأحزاب التقدميّة للحكم في عدد من الدول اللاتينية مثل بوليفيا، التي اتّخذت مؤخَّراً بقيادة الرئيس آرسي (رفيق موراليس في حزب «الحركة من أجل الاشتراكية») خطوة جريئة بإعادة قرض صندوق النقد الدولي المُذلّ الذي تسوَّلتْهُ الحكومة اليمينية الانقلابية السابقة المدعومة من واشنطن، يأتي هذا التقدم الأولي لأراوز في الأكوادور ليشير إلى إمكانية بداية مدّ يساري جديد في المنطقة، الأمر الذي يخيف الأمريكيين الذين لم يتمكنوا إلى الآن من التخلّص من الحكومة الكوبية أو الفنزويلية رغم جميع الضغوط التي مارسوها.
جميع المعلقين يشيرون إلى ما يبدو مثل تمهيد استباقي لمحاولة الانقلاب على الشرعية الديمقراطية في الأكوادور. علّق الرئيس الكولومبي السابق أرنستو سامبر على ما نشر في الإعلام اليميني الكولومبي: «على شعب الأكوادور أن يكون حذراً من أعداء التقدميّة في بلدَينا، الذين ينوون إيقاف التحولات في أمريكا اللاتينية بأيّ وسيلة».
كما علّق الرئيس البوليفي السابق إيفو موراليس، وهو نفسه قد نفي بانقلاب مدعوم من منظمة الدول الأمريكية في 2019 قبل أن يعيد الشعب الديمقراطية بانتخاب الرئيس اليساري لويس آرسي ويعيده إلى البلاد، قائلاً: «نطلق إنذاراً بشأن خطة اليمين والولايات المتحدة في الأكوادور لمحاولة منع انتصار أراوز في الجولة الثانية، مستخدمين المدّعي العام الكولومبي والأحزاب اليمينية ومنظمة الدول الأمريكية. يقع علينا واجب الدفاع عن الديمقراطية وعن تكاملنا الإقليمي. احذروا!».
بتصرّف عن: Lawfare Threatens to Derail the Presidential Election in Ecuador