انقلاب ناجح في إسبانيا... لم تعرضه وسائل الإعلام!
الكشف عن التعاطف الفاشي والدعوات لمجازر جماعية من قبل مؤيدي انقلاب الجيش الإسباني يقرع ناقوس الخطر لدى الطبقة العاملة في إسبانيا والعالم أجمع.
بقلم: أليخاندرو لوبيز وأليكس لانتير
ترجمة قاسيون
ردت أقسام واسعة من المؤسسة السياسية الإسبانية على جائحة كوفيد-19 بالتخطيط لإنشاء دكتاتورية. وحيث بدا ظاهرياً بأنّ الانقلاب يستهدف حكومة التحالف بين بوديموس و«الحزب الاشتراكي»، التي حاولت إنكار تخطيط الضباط لانقلابٍ لحماية نفسها، فالحقيقة أنّ الانقلاب يستهدف المعارضة المتزايدة بين الطبقة العاملة لسياسات النخب الحاكمة بما يخص «مناعة القطيع» والتقشف المتزايد.
في شهر كانون الأول الماضي تحدث المقدم في سلاح الجو الإسباني خوسيه إغناثيو دومنغز للصحافة عن تفاصيل عملية ألباتروس التي تم التخطيط لها في شهر آذار لتقوم بانقلاب عسكري وتعيّن حكومة «خلاص وطني» ترأسها وزيرة الدفاع مارغاريتا روبلز. وقد تحرك مخططو العملية لعقد لقاءات مع مجموعات من ضباط الجيش والقوات الجوية لضمهم.
تحدث دومنغز عن تلقيهم رسائل من ضباط متقاعدين ومن أعضاء من حزب VOX الفاشي لحماية الملك من حكومة بوديموس/الاشتراكي ولو كلّف ذلك قتل 26 مليون إنسان. يقف خلف دعوات VOX العلنية للجيش للقيام بانقلاب «والتي بدأت منذ نيسان» قسم قوي من البرجوازية، ليس في إسبانيا فقط بل في الاتحاد الأوربي والغرب عموماً. لقد صمموا على فرض سياسة العودة للعمل التي أدت لانتشار ملايين الإصابات الجديدة التي تركزت بين أفراد الطبقة العاملة.
لم تخرج عملية ألباتروس للعلن أول مرة مع إعلان المقدم دومنغز عنها، بل يتم الحديث عنها في الإعلام اليميني بشكل فخور منذ نيسان. وقد اعتبرها الكثيرون تهديداً للحكومة بالقيام بانقلاب عليها في حال فرضت الإغلاق.
ومن المثير أنّ الحكومة قد استجابت للتهديد عبر الخنوع وتطبيق سياسة «مناعة القطيع» والإجراءات التقشفية التي طالب بها البرجوازيون. علاوة على ذلك قامت بدعم حزم إنقاذ بنك الاتحاد الأوربي المخصصة لإنقاذ الشركات، ونشرها شرطة مكافحة الشغب لمهاجمة عمّال الصلب والحديد الذين كانوا في حالة إضراب للمطالبة بحقهم بالسكن، وتكثيفها إجراءات المراقبة المخابراتية على الإنترنت من خلال برامج الأمن السيبراني ELISA، وإصدار الأوامر للقوات الخاصة للاستعداد للتدخل ضدّ «الاحتمالية المرتفعة» لقيام اضطرابات اجتماعية.
يظهر قرار وزير الداخلية الأخير بنشر «دليل إرشاد خاص» بأنّ المخابرات قد كشفت تحركات عسكرية يمكن أن ترتقي لمحاولة انقلاب، لكن أصرّت الحكومة على إنكار الأمر بتصريحات مثل التي قالها زعيم بوديموس بابلو إغليسيس بأنّهم: «مجموعة من الضباط السكارى الذين كانوا يثرثرون».
وتكثر الإشارات الأخرى والتي ربما من أهمها قيام الحكومة بإعفاء مفاجئ للعقيد في الحرس الوطني دييغو بيريز من منصبه بعد أن كان يتمتع بدعم كامل من المؤسسة السياسية الإسبانية بسبب دوره في القمع الوحشي للانتفاضة الكتالونية عام 2017. والسبب المعلن هو: «نقص الثقة».
يمكن فهم التهديد بالانقلاب، والتعمية الحكومية عليه، والإجراءات الحكومية التالية له عبر تحليل تاريخي: يشبه الأمر ما حدث في إسبانيا في الثلاثينيات من القرن الماضي عندما أطلق فرانكو انقلابه بدعم برجوازي لإنشاء حكم استبدادي، فالفرانكويين الجدد يريدون الانقلاب لدعم «مناعة القطيع» وإجراءات التقشف التي تطالب بها البنوك.
لا وجود لقسم «تقدمي» في المؤسسة الرأسمالية، وهذا يشمل «اليساريين» الذين نفذوا إملاءات المؤسسة الرأسمالية بأمانة أثناء وجودهم حتى اليوم في الحكومة. ولا يمكننا أن ننتظر منهم وهم الخائفون من الانقلاب إلا الاستجابة للتهديدات بالانتقال أكثر نحو اليمين.
بإيجاز عن: Spanish officers plot fascist coup to impose “herd immunity” COVID-19 policy