كلمة حول بايدن و«التنجيم» السياسي
تستمر بورصة التنجيمات حول كيف ستكون سياسات الولايات المتحدة ابتداءً من 20 كانون الثاني 2021 (أي موعد استلام الرئيس الجديد)، بالتفاوت صعوداً وهبوطاً...
لن نشتري أسهماً ضمن بورصة التنجيم في هذه المادة، ولكن سنعرض ثلاث نقاط نعتقد أنّها ربما تفيد أولئك الذين يرغبون في شراء أسهم:
أولاً: أي تحليل يستند في التنبؤ بسياسات بايدن على سياسات أوباما، وباعتبار بايدن كان نائباً له، وكلاهما من الحزب الديمقراطي، هو تحليل خاطئ بالضرورة؛ فالولايات المتحدة بين 2008 و2016، هي بلد آخر مختلف كلياً عنه عام 2020... بلد مختلف، في عالم مختلف.
ثانياً: أي تحليل يفترض أن ترامب وظاهرة ترامب، والأزمة الحالية في الولايات المتحدة بجوانبها المختلفة، بما فيها جانبها السياسي، ستختفي بتاريخ 20 كانون الثاني 2021، هو تحليل خاطئ بالضرورة؛ فلنترك جانباً احتمالات عدم انتقال السلطة سلمياً. ما لا يمكن تركه جانباً هو أنّ احتمالات استمرار الأزمة وتعمقها، وتعمق الانقسام ضمن النخبة الأمريكية والشارع الأمريكي على السواء، هي احتمالات مؤكدة حتى لو جرى «انتقال سلمي» للسلطة.
ثالثاً: أي تحليل لأي شأن دولي أو إقليمي أو محلي، يفترض أنّ العالم يمر الآن في مرحلة «وقت بدل ضائع»، وخلاله ستنتظر كل الملفات المعلقة استقرار الوضع ووضوحه في الولايات المتحدة مع تغير الإدارة الأمريكية، هو تحليل خاطئ بالضرورة؛ فوزن الولايات المتحدة مع ترامب أو بايدن لم يعد وزناً حاسماً في عدد كبير من الملفات... والحقيقة أنه سينخفض أكثر وأكثر خلال الأشهر القادمة.