لماذا كلّ هذه الإصابات في أمريكا؟
مع الارتفاع الهائل في عدد الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، يستمر البيت الأبيض بتكرار أنّ السبب في الارتفاع هو القيام بفحوصات كثيرة. يستمر ترامب بالقول بأنّ ذلك هو السبب الوحيد لظهور حالات مؤكدة للإصابة في الولايات المتحدة بالمقارنة مع بلدان كألمانيا. لكنّ هذا ليس صحيحاً، فبلدان كألمانيا لا تحتاج لعدد الفحوصات التي يقوم بها الأمريكيون بسبب تعاملها الصائب مع الإصابات منذ البدء.
بقلم: دانييل ديل وهولمز ليبراند
ترجمة قاسيون
في الحقيقة، الأمر كما وضحته بروفسورة الوبائيات في جامعة كينت تارا سميث: «الفحوص أفضل من قبل، ولكن لا يزال لدينا طريق طويل، فنحن لسنا حتى قريبين من فحص كلّ شخص يجب فحصه. ونقص قدرتنا على إجراء الفحوصات يؤثر بشكل واضح على فرضنا للحجر ولتعقب المخالطين بالمصاب. لا نزال بحاجة للكثير من التحسينات».
يشبه ما يقوله البيت الأبيض قوله لأحد المصابين بالسرطان، بأنه ليس مصاباً بالسرطان طالما لم يقم بالفحص. في الحقيقة: الأعداد الحقيقية للمصابين كانت لتكون أعلى بكثير مع نقص الفحص. فالفحص ليس وسيلة جمع بيانات سلبية تستخدمها الحكومة لقياس أعداد المصابين، بل هي وسيلة مفترضة لمحاربة الوباء والحدّ من انتشاره.
فلو كانت الفحوصات أكثر، ووسائل تعقب الاختلاط ناجحة وموثوقة أكثر، لكان وضع الوباء أفضل في الغالب. فإخبار الأشخاص المصابين بأنّهم باتوا ناقلين للعدوى، وإعلام المخالطين لهم بأنّهم في خطر أيضاً إذا لم يتخذوا تدابير لحماية أنفسهم والأشخاص الذين قد ينقلون لهم العدوى أيضاً، كان ليحمل تأثيراً إيجابياً أفضل بكثير، وكنّا لنرى آثاره على الأعداد المتزايدة.
كما صاغ الطبيب سانجاي غوبتا الأمر: «قد يبدو كلامي غير متوقع، لكن إن كنت تقوم بما يكفي من الفحوص، فستبدأ الحالات بالتناقص لكونك ستكتشف إصابات الناس بشكل مبكر».
التراجع عن إجراءات الإغلاق، والسماح للفئات العمرية الصغيرة نسبياً في السن بالاختلاط بشكل اعتيادي في العمل والمطاعم والبارات وغيرها، وغياب ما يكفي من الفحوصات وتتبع المخالطة اللازمين... هذه هي العوامل الأساسية في الانتشار الهائل للفيروس على طول الولايات المتحدة.
لاحظ بروفسور الأوبئة في جامعة هارفارد ميغيل هيرنان: «لا يمكن لتكثيف الفحوص أن يشرح شيئاً. فالمعدل الذي فاقت فيه الولايات المتحدة في إجراء الفحوص بلداً مثل ألمانيا، هو أقلّ بكثير من النسبة بين عدد سكان الولايات المتحدة مقارنة بعدد سكان ألمانيا».
وكما قال روبرت ريدفيلد، مدير مراكز السيطرة على الأوبئة في تقرير رسمي في أواخر حزيران، فأعداد المصابين بالفيروس في الولايات المتحدة أكبر بكثير ممّا تشير إليه الحالات المؤكدة: «أفضل تقديراتنا الآن هي أنّ هناك عشر حالات مقابل كلّ حالة يتم تأكيد إصابتها».
ويذكر أنّ طاقة المستشفيات الاستيعابية في حالة مزرية، حيث بدأت المستشفيات تطلب الاستعانة بسيارات النقل المبردة لتعويض النقص الحاصل في البرادات، كما حصل في فلوريدا أو في شمالي أريزونا.
بتصرّف عن: No, more testing isn't the reason US coronavirus case numbers are getting worse