كورونا أم حرب النفط... أيهما صاحب الأثر الأسوأ على الأسواق؟

كورونا أم حرب النفط... أيهما صاحب الأثر الأسوأ على الأسواق؟

أليكس كيماني- oilprice.com

إعداد قاسيون

تواجه أسواق البورصة بعبعاً جديداً، وأكثر قدرة على الانتقام هذه المرة، وليس الفيروس التاجي (كورونا).

 

 

تدهورت «السوق الأمريكية المتهاوية» أو «US bear market» (يقال اصطلاحاً bear market كتعبير عن أسواق البورصة أو الشركات التي تخسر خلال شهر 20 % من قيمتها فما فوق-المترجم) إلى مستويات جديدة من الانخفاض يوم الأربعاء 11 آذار، وكان تفشي الفيروس التاجي في الصين أقل مخاوفها هذه المرة. أدت حرب أسعار غير متوقعة من قبل كبار منتجي النفط إلى انهيار أسعار النفط التي أدت بدورها إلى إقبال كبير على بيع الأسهم كما لو أننا أمام «إثنين أسود» جديد (الإثنين الأسود هو يوم الإثنين 19 تشرين الأول 1987 حيث انهار داو جونز بمقدار 22.61% خلال يوم واحد- المترجم).

سجل النفط أكبر انخفاض يومي له منذ عام 2014، حيث انخفض مؤشر برنت القياسي للنفط الخام للعقود الآجلة بنسبة 10 في المئة يوم الجمعة بعد انهيار الاتفاق بين أوبك وروسيا. تبعت العقود الآجلة للنفط الخام CLJ20 و BRNK20 هذا التراجع مع انخفاض حاد آخر بنسبة 30 في المئة يوم الاثنين لتسجل بذلك أكبر انخفاض منذ حرب الخليج في عام 1991.

وسرعان ما امتدت الفوضى إلى السوق الأوسع مع تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 7.6 في المائة، في حين خسر مؤشر داو جونز 2013 نقطة مسجلاً أسوأ أداء له في يوم واحد منذ عام 2008 (سجل داو جونز يوم 12 شباط 29551 نقطة، ويوم 12 آذار 23553 نقطة أي أنّ إجمالي الانخفاض خلال شهر هو 5998 نقطة بانهيار نسبته 20.3%).

 

كان انهيار السوق سريعاً وعاصفاً للغاية لدرجة أنه حفّز آلية فصل رئيسية لدارة البورصة أدت إلى وقف التداول مؤقتاً للمرة الأولى منذ عام 1997 (تكرر وقف التداول هذا اليوم الخميس 12 آذار مرة ثانية لمدة 15 دقيقة في البورصات الأمريكية).

تحطم مخزون الطاقة

كما هو متوقع، تحملت أسهم الطاقة العبء الأكبر من عمليات البيع مع المؤشر القياسي للصناعة، صندوق قطاع اختيار الطاقة (XLE)، حيث أغلق على انخفاض بنسبة 20.1 في المائة. وانخفضت XLE الآن بنسبة 43.5 في المائة على أساس سنوي حتى الآن في ما يتحول القطاع بأسره إلى حالة مروعة.

 

وتعرضت شركات الطاقة الرائدة لضربات سيئة، حيث سجلت شركات ExxonMobil Corp (NYSE: XOM) وشركة Chevron Corp (NYSE: CVX) انخفاضًا بنسبة 12.2٪ و 15.4٪ على التوالي.

ورغم خساراتها الكبيرة، إلا أنّ خسارات الشركات الأصغر جاءت أكثر فداحة:

فقدت كل من Apache Corp (NYSE: APA) و Occidental Petroleum (NYSE: OXY) أكثر من نصف قيمهما خلال اليوم ليغلقا عند خسارة 53.9 بالمائة و52.0 بالمائة على التوالي.

لم يكن أداء (Marathon Oil (NYSE: MRO و (Hess Corp (NYSE: HES و ConocoPhillips (NYSE: COP) أفضل بكثير؛ حيث خسرت 46.6 بالمائة و 33.7 بالمائة و 25.3 بالمائة على التوالي.

 

وماذا بعد؟

أسعار النفط الخام بعد كل ذلك، باتت منخفضة للغاية لدرجة أنه لم يعد هناك الكثير من الخيارات المتاحة أمام شركات النفط الصخري الأمريكي سوى خفض إنتاجها، مع احتمال الإفلاس الذي يلوح في الأفق بالفعل بالنسبة للعديد منها.

هذه هي نقطة الضعف التي تستهدفها روسيا، في حين أن السعوديين غير مستعدين للتخلي عن أي حصة في السوق - وبالتالي ستستمر حرب أسعار النفط.

نقلت شبكة سي إن إن عن ريان فيتزماوريس استراتيجي الطاقة فى رابوبانك قوله "إن روسيا ترى أن النفط الصخري ضعيف بشكل خاص فى الوقت الراهن". "نحن نرى أن روسيا كانت تستهدف منتجي النفط الصخري الأمريكي المثقلين بالديون".

هناك المزيد من الدراما التي سنراها في المستقبل، مع تسرب تقارير إخبارية غير مؤكدة من المملكة العربية السعودية والتلميح إلى اضطرابات ملكية كبيرة حيث تنتشر شائعات عن كل شيء من الموت المحتمل للملك السعودي إلى القبض على أفراد من العائلة المالكة، كما يُزعم أن ولي العهد يحاول ترسيخ توليه التاج بشكل نهائي.

كيف ستستجيب أسعار النفط - وحرب أسعار النفط الرئيسية غير المتوقعة - لهذه الشائعات الإضافية، يندرج ذلك في إطار التخمينات، لكن المؤكد أن مسألة النفط ستتقدم لتغطي على أكثر الفيروس التاجي.